هل سيستخدم بوتين السلاح النووي قريباً؟

أثار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المزيد من المخاوف العالمية بعد غزوه لأوكرانيا في 24 شباط/ فبراير من خلال وضع قوات الردع النووية في روسيا في حالة تأهب قصوى.

ونشرت The Daily Signal، وهي مؤسسة إخبارية للوسائط المتعددة تابعة لـ Heritage Foundation والتي هي مؤسسة بحثية وتعليمية مهمتها التحليل السياسي ومقرها واشنطن، خمسة تحليلات عن احتمالية استخدام السلاح النووي في روسيا وآثار ذلك على العالم.

احتمالية استخدام بوتين للسلاح النووي

وجد تقرير Heritage Foundation أنّ احتمالية استخدام بوتين للسلاح النووي وتنفيذ تهديداته بالفعل ليست عالية، ولكنّها يجب أن تؤخذ على محمل الجد.

و”إذا استمرت روسيا بالفشل في السيطرة على المدن الأوكرانية والإطاحة بالحكومة الأوكرانية فقد يرى بوتين أنّ استخدام سلاح نووي هو الحل الأفضل لإجبار الأوكرانيين على الاستسلام أو منع المزيد من التدخل الخارجي في قضية أوكرانيا”، بحسب التقرير.

ولكن الاحتمالية ليست كبيرة من وجهة نظر Heritage Foundation وذلك لأنّ “بوتين يعرف جيداً أنّه سيكون هناك رد نووي سريع على الأراضي الروسية، وسيدخل الجميع في حرب أضرارها كبيرة جداً وهائلة “.

رد الولايات المتحدة الأميركية وحلف الناتو إذا استخدمت روسيا النووي

إن شن هجوم نووي على أوكرانيا سيكون “غير مبرر وإجرامي، وغير أخلاقي فالنووي هو أخطر أسلحة يمكن استخدامها في العالم”، بحسب التقرير.

ولفت التقرير النظر إلى أنّ “أوكرانيا ليست عضواً في الناتو، وبالتالي فإنّ الولايات المتحدة الأميركية لن تمد مظلتها النووية لتشمل أوكرانيا، ولن تشارك بالصراع العسكري، لكنّها ستحتاج إلى رد يوازي فظاعة هجوم بوتين النووي على أوكرانيا إن وجد”.

هل ستتأثر الولايات المتحدة بهجوم نووي روسي؟

“نشرت روسيا ما لا يقل عن 1500 رأساً حربياً على مئات الصواريخ من منصات جوية وبرية وبحرية يمكنها ضرب الولايات المتحدة الأميركية بكاملها” بحسب تقرير Heritage Foundation.

وأشار التقرير إلى أنّ “روسيا تعمل على تطوير قدرات جديدة يمكنها من خلالها ضرب الولايات المتحدة، مثل الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت وصواريخ كروز، ولكنّ الولايات المتحدة تملك الثالوث النووي الذي يمكنه ضرب روسيا بكاملها أيضاً”.

ولكنّ تقرير Heritage Foundation وجد أن روسيا “حدّثت قوتها النووية بنحو 90% بينما تعتمد الولايات المتحدة الأميركية على المنصات التي تم إنشاءها خلال الحرب الباردة، كاستخدامها الصاروخ الباليستي العابر للقارات Minuteman III الذي تم تصميمه في عام 1960”.

كيف سيكون رد العالم إن حدث الهجوم النووي الروسي؟

“صممت الولايات المتحدة الأميركية نظام الدفاع الصاروخي الخاص بها ضد الهجمات النووية بشكل غير كاف لاعتراض مئات الصواريخ النووية الروسية” بحسب Heritage Foundation.

ورأى التقرير أنّ “سياسة الاعتماد على الردع النووي لمواجهة التهديد النووي الروسي للولايات المتحدة الأميركية غير كافية، وكان من الواجب على الولايات المتحدة بناء المزيد من الأسلحة الهجومية لتهديد روسيا”.

و”أما في أوروبا، تنشر الولايات المتحدة نظام دفاع صاروخي Aegis Ashore في رومانيا وتقوم ببناء واحد في بولندا، لكن هذا مخصص للتهديد الصاروخي الإيراني، أي يمكن للصواريخ الروسية أن تدمر هذه الأنظمة بسهولة”.

التفاوت في عدد الأسلحة النووية بين روسيا واميركا

أشار التقرير إلى أنّ “الولايات المتحدة الأميركية وروسيا لديهما أعداد متكافئة من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات لكنّ الأسلحة النووية غير الاستراتيجية التي تملكها روسيا تصل إلى 2000 سلاحاً ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم، في الوقت الذي تملك فيه اميركا 200 سلاحاً غير استراتيجياً فقط”.

بدأت الولايات المتحدة في الواقع تطوير سلاح غير استراتيجي جديد مثل صاروخ الكروز الذي يُطلق من البحر، لكن إدارة “بايدن” رأت أنّ ذلك سيكون خطيراً، “الأمر الذي جعل الولايات المتحدة الأميركية بعيدة عن روسيا من هذا الجانب” بحسب Heritage Foundation.

ولفت التقرير النظر إلى أنّ “بوتين يعتبر موسكو دولة نووية كبرى ويجب أن تُعامل كقوة عظمى وإلا ستستخدم السلاح النووي في صراعها لتحقيق الفوز حتى وإن انتهكت المعاهدات الدولية بشأن حظر استخدام الأسلحة النووية.

عدد المفاعلات النووية في أوكرانيا

تمتلك أوكرانيا 15 مفاعلاً نووياً، ستة مفاعلات في الخدمة بمنطقة “زاباروجيا”، وثلاثة في جنوب أوكرانيا، وأربعة بمنطقة “ريفني”، واثنين في “خميلننيتسكي”.

استهدفت القوات الروسية فجر اليوم الجمعة محطة “زاباروجيا” النووية، وأثارت رعباً من تكرار نفس سيناريو “تشيرنوبل” السابق الذي حدث عام 1986.

وقالت السلطات الأوكرانية اليوم “إن القوات الروسية استولت على أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا بعد قتال عنيف “.

أصدرت الإدارة العسكرية الإقليمية بيانًا قالت فيه إن حريقاً تسببت فيه الهجمات الروسية على مصنع “زاباروجيا” تسبب في بعض الأضرار التي لحقت بمقصورة المفاعل رقم 1 بالمصنع ولكن لم يؤثر ذلك على سلامته، وعاد للعمل كما كان على الرغم من الاستيلاء عليه من قبل روسيا.

مفاعل تشيرنوبل

وقع حادث انفجار المفاعل النووي في “تشيرنوبل” عام 1986 نتيجة عيب في تصميم المفاعل، وأدى الانفجار إلى إطلاق 5% من قلب المفاعل المشع، وترسبت المواد المشعة في أجزاء كبيرة من أوروبا.

خلصت لجنة الأمم المتحدة العلمية المعنية بآثار الإشعاع النووي إلى تسجيل 5000 حالة إصابة بسرطان الغدة الدرقية التي أسفرت عن 15 حالة وفاة حينها.

وفي فبراير 2022، شنت روسيا عملية عسكرية ضد أوكرانيان وأبلغت أوكرانيا الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن القوات الروسية قد سيطرت على جميع المرافق في “تشيرنوبل”.

وأشار تقرير BBC الأميركية إلى أنّ روسيا تمكنت من السيطرة على محطة الطاقة النووية في مدينة “تشيرنول”، ورصدت محطة المراقبة في المنطقة زيادة في مستويات الإشعاع بنسبة 20% عن مستويات الإشعاع يوم الخميس.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد