دعا وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا، خلال مشاركته في اجتماع استثنائي لوزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الجمعة، إلى عدم السماح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بتحويل أوكرانيا إلى سوريا، مطالباً الدول الغربية بـ”التصرف قبل فوات الأوان”.
وأشار كوليبا إلى ان “بلاده ستواصل القتال وهي مستعدة للقتال”، معلناً في الوقت نفسه عن حاجة
كييف إلى “الشركاء” لاتخاذ إجراءات ملموسة وحازمة وسريعة، الآن.
وكانت مجلة “فورين بوليسي”، قد قالت في وقت سابق، إن بوتين يستخدم “دليل سوريا” خلال حملته العسكرية لغزو أوكرانيا، مشيرة إلى أن وصفة روسيا للحرب تتضمن “القنابل العنقودية وتدمير المباني والحصار”.
الاستجابة الغربية
بالمقابل تقوم كافة الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الآوروبي بتقديم كافة أنواع الداعم للرئيس الأوكراني في حربه ضد القوات الروسية الغازية.
وتتضمن هذه المساعدات مختلف أنواع الأسلحة الدفاعية والخدمات الإنسانية الإغاثية وخدمات معلوماتية واستخباراتية إلى جانب فرض عقوبات قاسية على روسيا ورئيسها بوتين.
وشملت العقوبات الغربية وحتى عقوبات من دول آسيوية ك اليابان، تجميد إصول الرئيس الروسي ورجال أعمال ومقربين وشركات روسية وحظر سفر، ومنع استيراد الغاز والنفط من روسيا، وحقيبة من العقوبات القاسية هي الأولى من نوعها تفرض بهذا الشكل.
مطالبات زيلنسكي
ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، إلى فرض حظر على روسيا في “كل مرافئ العالم ومطاراته”، وذلك رداً على غزوها بلاده. وفي رسالة عبر الفيديو نُشرت على “فيسبوك” قال زيلينسكي، إن “مثل دولة كهذه يجب أن تُمنع من دخول جميع المرافئ والقنوات المائية والمطارات في العالم”.
كما دعا المجتمع الدولي إلى “التفكير بإغلاق مجالاته الجوية بالكامل أمام الصواريخ والطائرات والمروحيات الروسية”. وشدد الرئيس الأوكراني على أن “هذا الشر، المسلح بصواريخ وقنابل ومدافع، يجب أن يتم إيقافه فوراً، ويجب أن يتم تدميره اقتصادياً لكي تُظهر الإنسانية أنها قادرة على الدفاع عن نفسها”.
وندد زيلينسكي بالقصف الذي شنّته القوات الروسية على مدن أوكرانية، الاثنين، في وقت كان فيه الوفدان التفاوضيان الروسي والأوكراني يلتقيان في بيلاروس للمرة الأولى منذ بدء الغزو الخميس الفائت.
ونصح الرئيس الأوكراني روسيا بـ”عدم إضاعة وقتها” لأن القصف الذي تشنّه على المدن الأوكرانية لن يجعله يرضخ للشروط التي وضعتها لإرساء هدنة.
وقال مستشار الكرملين فلاديمير مدينسكي، الذي توجّه إلى بيلاروس للمشاركة في المحادثات، “لدينا بالتأكيد مصلحة في التوصل إلى بعض الاتفاقيات في أقرب وقت ممكن”.
وفي مكالمة هاتفية مع الروسي فلاديمير بوتين الاثنين، كرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مطالب المجتمع الدولي بوقف الهجوم الروسي في أوكرانيا.
وحثّ بوتين أيضاً على وقف جميع الهجمات على المدنيين في أوكرانيا والحفاظ على البنية التحتية المدنية وتوفير ممرات آمنة للطرق الرئيسة. وقال الإليزيه إن بوتين أكد “استعداده للالتزام بهذه النقاط الثلاث”.
رد الكرملين والعقوبات الغربية
الكرملين قال من جهته إن الرئيس الروسي أبلغ نظيره أنه لا يمكن التوصل إلى تسوية للأزمة الأوكرانية إلا إذا التزمت كييف بالحياد و”نزع السلاح”، بجانب اعترافها رسمياً بالسيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.
وانعكس تأثير العقوبات المالية الغربية الشديدة التي فرضها الغرب على موسكو على أسواق المال، صباح الاثنين، إذ انهار الروبل إلى مستوى قياسي فيما رفع المصرف المركزي الروسي معدلات الفائدة بأكثر من الضعف إلى 20 في المئة.
ومنع الغرب بعض المصارف الروسية من الوصول إلى منظومة “سويفت” المصرفية التي تستخدم في التعاملات التجارية، وجمّد أصول المصرف المركزي الروسي في الخارج، ما يحرم موسكو من الوصول إلى هذه الأموال الطارئة.
وأغلقت دول الاتحاد الأوروبي مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية. ردت روسيا بدورها بحظر رحلات تسيّرها شركات طيران من 36 دولة.
وفي ظل تقارير عن مزيد من التحرّكات للقوات الروسية باتجاه كييف، أعلنت موسكو أنها كسبت حالياً “تفوّقاً جوياً على أراضي أوكرانيا كافةً”، بينما اتّهمت الجنود الأوكرانيين باستخدام المدنيين كدروع بشرية.
الانضمام للاتحاد الأوربي مطلباً أوكرانياً
في غضون ذلك، دعا زيلينسكي إلى “ضم أوكرانيا فوراً إلى الاتحاد الأوروبي عبر إجراء خاص جديد”، وأعربت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين عن تأييدها شخصياً للخطوة الأحد خلال مقابلة أجرتها معها شبكة “يويونيوز”، لكن من دون أن تحدد إطاراً زمنياً للأمر.
لكن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أكد الاثنين وجود “آراء متباينة” بين دول الاتحاد الأوروبي الـ27 بشأن توسيع التكتل.