اقتُلعت عدد من الخيام العشوائية في مخيم “المقبرة” العشوائي في بلدة جزرة البوحميد بريف دير الزور الغربي وأصيب القاطنين بحالات اختناق نتيجة العاصفة الغبارية التي ضربت المخيم.
وتقطن مئات العوائل النازحة مخيمات عشوائية على طول الخط الغربي لدير الزور، والتي تفتقر لأبسط مقومات الحياة مع غياب شبه تام للخدمات.
وتشكلت هذه المخيمات نتيجة النزوح منذ بداية “الثورة السورية” من مختلف المناطق بريف دير الزور الجنوبي ووسط المدينة والتي تشهد سيطرة قوات النظام والميليشات الإيرانية.
خدمات قليلة وحاجات كبيرة

وبحسب مراسل الاتحاد ميديا “ليست لهذه المخيمات جهات راعية أسوة بباقي مخيمات المنطقة التي تشرف عليها الإدارة الذاتية وتحميها من الناحية الأمنية وتعمل فيها العديد من المنظمات الدولية والمحلية لتقديم مختلف الخدمات”.
ويضيف “المخيمات التي تشكلت في ريف دير الزور الغربي، عبارة عن تجمعات سكانية فرّوا من المعارك ونصبوا خيمً لتتحول لتجمعات سُميت بالمخيمات العشوائية”.
ويقول “تشهد هذه المخيمات نقصاً حاداً لمختلف الخدمات الأساسية من تعليم وصحة وغذاء ومأوى وأمن”.
ولفت مراسل الإتحاد ميديا، أن “عدداً من المنظمات المحلية والدولية وصلت للمنطقة عقب انهيار تنظيم داعش عام 2019، وتقوم بتقديم الخدمات كالتعليم والمياه والإصحاح، لكنها تبقى خجولة في ظل الانتشار العشوائي لهذه المخيمات المترامية وعدم وجود إدارة تحميها أمنياً لتتمكن المنظمات من تنسيق جهودها لتقديم الخدمات”.
التعليم والغذاء

في حديث إحدى النازحات من مخيم حوايج ذياب العشوائي لمراسل الإتحاد ميديا، قالت “نحن من ريف دير الزور الجنوبي ونقطن هنا منذ عام 2014، نزحنا من هنا أيضاً عند اشتداد المعارك إلى الشمال، وعدنا بعد استقرار الأوضاع”.
وأضافت عنود الحاج “هنا منطقة شبه صحراوية ولا توجد أعمال، حتى ليست هناك مراعٍ إذا أردنا تربية الماشية لنعتاش منها”.
مشيرة ب أن “عدد من المنظمات تقوم بتعليم أبنائهم عبر برنامج التعليم المُسّرع والتي لولاهم ل كانت الأمية منتشرة بنسبة 100 بالمئة”. وتقول “أطفالنا لم يتلقوا التعليم نتيجة الحرب والنزوح، والآن هم يافعون، لو لم تسعفنا المنظمات لخرج آلاف الأطفال أميين”.
وتتابع الحاج حديثها بالقول”الحياة هنا قاسية، فقدنا كل شيء ونحن هنا لا نتلقى إلا الفتات من الغذاء الذي لا يكاد أن يسد رمق أطفالنا”.
لافتتة “هذه الخيم لا تقينا من برودة الشتاء ولا حرارة واتربة الصيف في هذه المنطقة المفتوحة والشبه صحراوية”.
وتناشد الحاج في حديثها للاتحاد ميديا المنظمات الانسانية والإدارة الذاتية، الوقوق بجدية على المأساة التي يعيشها قاطني المخيمات العشوائية بريف دير الزور”.
محاولات لم تبصر النور لحد الآن

وتحاول الإدارة الذاتية ومجلس دير الزور المدني من إيجاد حلول لهؤلاء النازحين.
بالصدد، أفاد مصدر من مجلس دير الزور المدني للاتحاد ميديا “المجلس يحاول جاهدا حل مشكلة المخيمات العشوائية المنتشرة في المنطقة”.
وأضاف “بعد دراسة وضعهم وأماكن توزعم وإحصائهم حاولنا إيجاد مكان لبنائه كمخيم، لنقوم بنقل جميع القاطنين في المخيمات العشوائية إليه لتسهيل تقديم الخدمات إليهم وحمايتهم أمنياً”.
ولفت المصدر، بأنهم “لم يتمكنوا لحد الآن من إيجاد مكان مناسب لبناء المخيم نتيجة اعتراض أهالي المنطقة عند كل مقترح عن مكان بناءه”.
وأشار المصدر، بأن “الأهالي يقولون لنا إذا تم بناء مخيم فإن النازحين سيبقون هنا إلى الأبد ولن يعودوا لمناطقهم الأصلية”.