صرّح الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي فجر اليوم إنّ “الناتو أعطى الضوء الأخضر لروسيا كي تقصف المزيد من المدن الأوكرانية عبر استبعاد إنشاء منطقة حظر طيران”.
وانتقد زيلينسكي الناتو قائلاً: “كل من يموت في أوكرانيا من الآن فصاعداً سيموت بسبب الناتو وبسبب ضعفه عدم وحدته”.
وأشار تقرير الغارديان إلى أنّ “الناتو حذّر يوم الجمعة من أنّ فرض منطقة حظر طيران يمكن أن يؤدي إلى حرب كبيرة بين أوروبا وروسيا المسلحة نووياً”.
وقال رئيس الناتو ينس ستولتنبرغ في بيان له يوم أمس: ” الطريقة الوحيدة لتطبيق منطقة حظر طيران هي إرسال طائرات مقاتلة من الناتو إلى المجال الجوي الأوكراني، ثم فرض منطقة حظر الطيران تلك بإسقاط الطائرات الروسية”.
وبعد مناقشة بين وزراء خارجية، اتفقوا على ألا تعمل طائرات الناتو فوق المجال الجوي الأوكراني، على حد قول ستولتنبرغ.
ما هي منطقة حظر الطيران؟
في السنوات التي تلت انتهاء الحرب الباردة، استخدمت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي مناطق حظر الطيران كطريقة لمنع تصاعد العنف.
ولفت تقرير مجلة fortune الأميركية إلى أنّه “أثناء حرب البوسنة في عام 1992 ، منع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الطائرات العسكرية غير المعتمدة من التحليق في المجال الجوي البوسني لتمهيد الطريق لإيصال المساعدات الإنسانية، وخلال الحرب الأهلية الليبية الأولى في عام 2011 ، فرض مجلس الأمن الدولي منطقة حظر طيران فوق ليبيا لحماية السكان المدنيين من الضربات الجوية والصواريخ التي ألقيت بين الفصائل المتحاربة، لكن منطقة حظر الطيران فوق أوكرانيا ستكون مختلفة”.
“تمتلك روسيا ثاني أكبر قوة جوية في العالم بعد الولايات المتحدة، مما يعني أن فرض السيطرة على المجال الجوي من قبل الولايات المتحدة الأميركية سيكون أصعب بكثير على الولايات المتحدة وعلى الناتو، ولن يتمكنوا من فرض منطقة حظر طيران”وفق مجلة fortune الأميركية.
وأشار التقرير إلى “أن فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا يعني منع الطائرات العسكرية الروسية من الوصول إلى مجال جوي معين ووقف أي محاولة روسية لقصف القوات المعادية أو الانخراط في حرب جوية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي لـ MSNBC الأسبوع الماضي “فرض منطقة حظر طيران يعني أنّه من الواجب على الجيش الأميركي إسقاط طائرات روسية، وهذا يخالف الوعود التي قطعها الرئيس الأميركي جو بايدن بعدم إشراك القوات الأميركية في الصراع الأوكراني الروسي”.
وبحسب مجلة fortune الأميركية “إذا اشتبكت القوات الأمريكية مع الجيش الروسي ، فهناك خطر من أن تتحول الحرب إلى صراع نووي ، خاصة منذ أن وضع الر ئيس الروسي فلاديمير بوتين القوات النووية الروسية في “حالة تأهب قصوى” يوم الأحد.
تطورات الغزو الروسي لأوكرانيا
وسيطرت القوات الروسية يوم الجمعة على محطة زاباروجيا النووية الأوكرانية، وهي الأكبر من نوعها في أوروبا ، بعد هجوم أدى إلى اندلاع حريق بالقرب من أحد مفاعلاتها الستة.، بحسب تقرير الغارديان.
ولم ترد أنباء عن إطلاق إشعاع ، لكن المسؤولين الأوكرانيين قالوا إنّ العمال لم يتحققوا من جميع البنى التحتية للمحطة في أعقاب الهجوم.
عُقدت قمة طارئة لمجلس الأمن الدولي بعد الهجوم على محطة زاباروجيا، وقالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة ليندا غرينفيلد: “العالم تجنب وقوع كارثة نووية، ما قامت به روسيا كان طائشاً وخطيراً”.
بوتين يُسكت الصحافة الحرة
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم أمس سلسلة من القوانين الجديدة لقمع الصحافة الحرة، ووقع بوتين على مشروع قانون ينص على أحكام بالسجن تصل إلى 15 عاماً للأشخاص الذين ينشرون “معلومات كاذبة” عن الجيش الروسي في الوقت الذي تمضي فيه روسيا قدماً في غزوها لأوكرانيا.
ونتيجة لذلك توقفت العديد من المنافذ الإعلامية عن العمل في روسيا مثل BBC و CNN وبلومبيرغ، وCBC وأزالت صحيفة نوفايا جازيتا الروسية جميع المواد المتعلقة بالعمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا من موقعها على الإنترنت.
قيّدت شركة الاتصالات الروسية Roskomnadzor المنظمة للإعلام الحكومي الروسي عبر بيان رسمي لها صدر يوم أمس ونقلته صحيفة Tassالروسية، الوصول إلى تويتر وحظرت روسيا Facebook في جميع أنحاء البلاد.
كما وقع بوتين مشروع قانون سيسمح بفرض غرامات أو السجن لثلاث سنوات لكل صحفي أو شخص يطالب بفرض عقوبات على روسيا .
حصيلة القتلى أوكرانيا آخر 24 ساعة
أصابت غارة جوية روسية منطقة سكنية ريفية في كييف في وقت متأخر من يوم أمس، بحسب الشرطة الأوكرانية، وقُتل نتيجة هذه الغارة سبعة أشخاص من بينهم طفلان.
وقالت الشرطة إن الضربة أصابت قرية مارخاليفكا التي تقع على بعد نحو ستة أميال من الضواحي الجنوبية الغربية للعاصمة الأوكرانية.
وطلب رئيس بلدية ماريوبول فجر اليوم المساعدة العاجلة، قائلاً”إن مدينة ماريوبول بلا ماء ولا تدفئة ولا كهرباء ونفد الطعام بعد تعرضها لهجوم من القوات الروسية على مدار الأيام الخمسة الماضية، ودعا إلى إنشاء ممر إنساني لإجلاء المدنيين من المدينة الساحلية الجنوبية الشرقية”، وفقاً لتقرير الغارديان.
وصرّحت الأمم المتحدة في بيان لها يوم أمس أنّ “أكثر من 1.2 مليون شخصاً هربوا من أوكرانيا إلى البلدان المجاورة منذ أن شنت روسيا غزوها الشامل على أوكرانيا في 24 شباط/فبراير من بينهم نصف مليون طفل”.