أثّر الغزو الروسي على أوكرانيا منذ بدايته في 24 شباط/ فبراير الماضي على الحركة الاقتصادية العالمية وأسعار النفط ومنتجات أساسية أخرى على المستوى العالم، ولن تكون مناطق شمال وشرقي سوريا بمعزل عن هذه التأثيرات وفق ما أكد الباحث الاقتصادي “خورشيد عليكا” للاتحاد ميديا.
وأشار “عليكا” إلى أنه وفقاً لتوقعات بنك “جي بي مورغان” فإن أسعار النفط قد تنهي عام 2022 عند 185 دولاراً إذا استمرت الامدادات الروسية في التعطل، حيث يكافح 66% من النفط الروسي للعثور على مشترين.
بالإضافة إلى أن أسعار النفط تقفز 7% فوق 118 دولاراً للبرميل الواحد جراء الحرب الروسية الأوكرانية، كما أن السعودية ترفع سعر خام العربي الخفيف “آسيا”.
ولفت عضو جمعية الاقتصاديين الكرد- سوريا إلى تقارير اقتصادية حديثة تحدثت عن أن الحرب في أوكرانيا قد تضيف 3% إلى التضخم العالمي هذا العام، وتمحو تريليونات من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2023، مشيراً إلى أن “هذا يعني بلا شك أن الأوضاع في شمال وشرقي سوريا ستتأثر بشكل مباشر” بهذه التغيرات.
القطاعات المتأثرة
وأضاف “عليكا” للاتحاد ميديا أن “المساعدات الإنسانية من المانحين والفاعلين في الشأن السوري سيتم تحويل الجزء الأكبر منها إلى أوكرانيا، كما أن مسائل إعادة إعمار سوريا والحل السياسي ستتوقف بشكل شبه كلي بسبب عدم التواصل المباشر بين أميركا وروسيا، الفاعلين الأساسيين في الملف السوري”، لافتاً إلى أن “الأنظار ستتوجه إلى الملف الأوكراني من ناحية المساعدات وإعادة الإعمار”.
وعن القطاعات الأكثر تضرراً من هذه التأثيرات، قال “عليكا” أن “كل القطاعات ستتأثر بدرجات متفاوتة”، منوهاً إلى أن “تراجع الإنتاج الزراعي والاعتماد على استيراد القمح في المنطقة بدلاً من تصديره، ونفاذ الثروة الحيوانية بسبب عدم وفرة الأعلاف وبالتالي فإن فاتورة الاستيراد سترتفع مع تراجع العملة السورية بشكل مستمر أمام سلة العملات الأجنبية”.
واستند الباحث الاقتصادي “خورشيد عليكا” في ذلك على تصاريح منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “فاو” التي أفادت أن “أسعار الغذاء على مستوى العالم سجلت ارتفاعاً قياسياً في شهر شباط/ فبراير الماضي، وقفزت بنسبة 24.1% على أساس سنوي، وفي مقدمتها الزيوت النباتية ومنتجات الألبان”.
وتابع “عليكا” أن “مؤشر منظمة الأغذية والزراعة (فاو) لأسعار الغذاء، والذي يتتبع السلع الغذائية الأكثر تداولاً على مستوى العالم، ما متوسطه 140.7 نقطة في شباط/ فبراير، مقابل 135.4 في كانون الثاني/ يناير الماضي.
وذكر “عليكا” أن “ارتفاع أسعار المواد الغذائية ساهم في زيادة التضخم مع تعافي الاقتصادات من أزمة فايروس كورونا”، مشيراً إلى تحذير “فاو” حول “تعرض السكان الأشد فقراً للخطر، في الدول التي تعتمد على الواردات نتيجة ارتفاع التكاليف”.
حلول لشمال وشرقي سوريا
وحول السبل المتوفرة لتدارك مخاطر وآثار هذه المتغيرات الاقتصادية نتيجة الحرب القائمة في أوكرانيا، أشار “خورشيد عليكا” إلى أن “الحل يكمن في الدرجة الأولى بإنهاء الحرب وعودة عجلة الإنتاج إلى ما كانت عليه قبل الحرب الروسية الأوكرانية”.
وخصص “عليكا” الحلول في مناطق شمال وشرقي سوريا بأن “تدعم الإدارة الذاتية الزراعة والثروة الحيوانية من جميع النواحي، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة للتقليل من الاستيراد والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية”، وكذلك “دعم القرى بالثروة الحيوانية وتوفير الأعلاف لهم من أجل تحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي ودعم المدن بالمنتجات الحيوانية”.
ونوه “الباحث “خورشيد عليكا” إلى وجوب “التنسيق مع التحالف الدولي بقيادة أميركا من أجل زيادة انتاج النفط والغاز في المنطقة، وإيجاد قنوات للتصدير من أجل تأمين عملات أجنبية لحل مشكلة الاستيراد”.