طالب سوري يصف “للاتحاد ميديا” قسوة رحلة لجوئه من أوكرانيا إلى ألمانيا

بقيت أكثر من يومين على الحدود الأوكرانية البولندية، تلك، كانت الفترة الأكثر قساوة خلال رحلة نزوحي من مدينتي “ايفانو فرانكيفسكا” إلى بولندا، ومنها إلى ألمانيا، يقول الطالب السوري في كلية الطب بأوكرانيا “خليل حرسان- 22عاماً” “للاتحاد ميديا”.

وأضاف “كانت درجات الحرارة منخفضة جداً، ونظراً لأن إجراءات السفر والدخول بالسيارات كانت تأخذ وقتاً أطول، اضطررنا إلى قطع مسافة أكثر من 35كم سيراً على الأقدام، وغالبيتنا أجانب مع بعض الأوكرانيين، وعلى طول هذه المسافة كانت طوابير السيارات متوقفة منتظرة دورها في العبور”.

ظروف قاسية على الحدود

وقدِم الطالب “خليل حرسان” إلى أوكرانيا منذ نحو 6 أشهر بغرض دراسة الطب، ويحمل الإقامة الأوكرانية، خرج من مدينته “ايفانو” بعد نحو أربعة أيام من بدء الغزو الروسي إلى أوكرانيا.

وشهدت مدينة “ايفانو” أولى الضربات الروسية التي استهدفت مطارها صبيحة يوم 24 شباط/ فبراير الماضي، رغم وقوعها في الطرف الغربي من أوكرانيا القريبة من الحدود الأوروبية”، يقول “خليل”.

وتابع “حرسان” “بعد وصولنا إلى الحدود اضطررنا للانتظار ليومين في ظروف قاسية حيث لا مرافق للنوم أو الطعام، وبعد يومين قام عدد من البولنديين بإشعال النيران في كل 15 – 20 متراً ليتمكن الراحلون سيراً من تدفئة أنفسهم وأطفالهم، ووزعوا الملابس والأغطية والمشروبات الساخنة علينا”.

ويصف الطالب “خليل حرسان” الأيام التي قضاها على الحدود بـ “الأصعب والأقسى”، مضيفاً أن “درجات الحرارة كانت منخفضة، ولم تكن هناك أية إعانات أو حتى متاجر يمكن ان نشتري منها بعض الحاجيات الأساسية من طعام وشراب، لكن بعد دخولنا بولندا قدمت الحكومة البولندية دعماً ومساعدة كبيرة لنا دون تمييز بيننا والأوكرانيين”.

حوادث عنصرية

وذكر “حرسان” خلال حديثه “للاتحاد ميديا” أنه لم يتعرض شخصياً لأية حوادث عنصرية خلال رحة نزوحه، ولكنه شهد بعض الحالات، خاصة في أوج الهجمات الروسية، حيث “عمد الأوكرانيون إلى إنزال الطلبة واللاجئين الأفارقة من القطارات لإفساح المجال والأفضلية للأوكرانيين”.

وأشار أيضاً إلى “تعرض اثنين من أصدقائي اللبنانيين للضرب، أحدهم كُسرت يده، والآخر تعرض لإصابات مختلفة من قبل بعض الأوكرانيين أثناء رحلة نزوحهم”.

ونوه “حرسان” إلى أن الإجراءات بالنسبة لحاملي الإقامات لم تكن معقدة، وعدا عن فترة الانتظار فإن إجراءات الدخول كانت اعتيادية مع منح الأفضلية للأطفال والنساء الأوكرانيات، ومن ثم الأجانب”.

نزوح بالآلاف

وتقدر الأمم المتحدة عدد اللاجئين الأوكرانيين باتجاه الدول الأوربية بأكثر من 1.3 مليون شخص، مع توقعات بارتفاع هذا العدد مع استمرار العمليات العسكرية الروسية على أوكرانيا.

وأشار “حرسان” إلى أن “حالة الاكتظاظ كانت موجودة على كل المعابر، لقد رأيت المعابر الأربعة التي تربط أوكرانيا ببولندا، وفي كل معبر كان يقف ما لا يقل عن 4000 شخص ينتظرون العبور”.

وأضاف “اللاجئون من أوكرانيا إلى دول الجوار يعدون بالآلاف قياساً بالمدينة التي أعيش فيها، ورغم أنها مدينة صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها 250 ألف نسمة، وتقع غرب البلاد الأكثر أماناً من شرقها، إلا أن أكثر من 70% من سكانها غادروها، في الوقت الذي ينزح إليها السكان من المدن الشرقية”.

ولفت “خليل حرسان” خلال حديثه إلى أن الأوضاع في المعابر التي تربط أوكرانيا مع الدول الأخرى مثل “مولدوفا، هنكاريا، سلوفاكيا” لم تكن أفضل حالاً من المعابر الرابطة مع بولندا، وقال “هذا ما حدث مع صديق لي من مصر حيث ذهب للمعبر الرابط مع مولدوفا للذهاب إلى رومانيا على طلب الحكومة المصرية وبقي على الحدود مدة يومين حتى تمكن من العبور”.

تخوف من المستقبل

ولم يخف “حرسان” تخوفه من تغيير مواقف الأوكرانيين تجاه اللاجئين بعد هذه الحرب، وأخذها طابعاً عنصرياً، مشيراً إلى “أن الغرب الأوكراني معروف عنه هذه السمة، حيث لا يتحدثون الروسية كما غالبية المناطق الأوكرانية، ويبدون انزعاجهم من كل شخص يتحدث الروسية، ويغلب عليه الطابع الأوربي وطباعهم، لقربها من حدود أوروبا، ولا تزال محافظة على التقاليد واللغة الأوكرانية التي لا يتحدثون إلا بها خاصة مدينتي ايفانو ولفيف”.

منوهاً في الوقت نفسه إلى أن “الشعب الأوكراني بطبيعته شعب ودود ودائم الابتسامة، لكن بعد الحرب لم نكن نرى إلى وجوها عابسة ومتجهمة وحزينة، خاصة حين رأيتهم على المعابر بتلك الحالة التي يرثى لها”.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد