شكلت ظاهرة الكلاب الشاردة حالة من القلق والخوف لدى سكان مدينة سلمية، بعد انتشار أعداد كبيرة منها داخل شوارع المدينة ضمن قطعان وخاصة في فترة الليل.
وزاد قلق سكان المدينة بعد ظهور أعداد من الكلاب المصابة بـ”السعار”، بدأت بهاجمة الأهالي وعضهم بالمناطق المتطرفة، وإصابة عدد منهم خلال الأيام الماضية، وانتقال عدوى “السعار/ داء الكلب” لهم دون وجود لقاح مضاد لها ضمن المشافي والصيدليات.
وقال مصدر خاص من مديرية الصحة في حماة، لـ”الاتحاد ميديا” أن “ثلاثة أشخاص راجعوا مشفى مدينة سلمية الحكومي خلال الأسبوع الماضي، بعد مهاجمة كلاب مسعورة لهم وعضهم”.
وتابع المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، “بعد إجراء الفحوصات تبين أن عدوى السعار انتقلت إليهم، لكن لا وجود لإبر مضادة لداء الكلب ضمن المشفى وحتى ضمن مناطق سيطرة النظام بأكملها، حيث تعتبر من الأدوية المقطوعة في الأسواق”.
وأشار المصدر إلى أن “ذوي المصابين لجأوا لشراء هذه الحقن والأدوية من السوق السوداء، عن طريق تهريبها من لبنان لتلقي العلاج”.
وأكد المصدر، أن “سعر العبوة الواحدة بلغ بحدود 300 ألف ليرة سورية أي ما يقارب (90 دولار تقريباً)، ويحتاج المريض لـ 5 عبوات منها تقسم على 14 جرعة تقريباً، أي أن تكلفة العلاج كاملاً تبلغ بحدود 450 دولار أميركي”.
أسباب انتشار الكلاب ضمن المدينة
تعود أسباب انتشار الكلاب ضمن المدنية لعدة عوامل، أبرزها انتشار الأوساخ والقمامة لفترات طويلة ضمن الشوارع دون أن تقوم البلدية بإزالتها بشكل مستمر، وعدم وجود إنارة ضمن الطرقات، وقلة الطعام على أطراف المدينة للكلاب، وفقاً للأهالي.
وقال مصدر من بلدية سلمية، لـ”الاتحاد ميديا”، أن “ظاهرة الكلاب الشاردة منتشرة منذ سنوات ضمن المنطقة ولا يمكن علاجها بشكل جذري، لعدة أسباب”.
وتابع المصدر “هناك حلول بدائية تقتضي تسميم الكلاب أو إطلاق النار عليها، وهو ما يرفضه الأهالي والجمعيات الخاصة بالحيوانات، أما الحلول الثانية هي نقل تلك الكلاب إلى مزارع خاصة أو إلى مناطق بعيدة وهو ما يحتاج للكثير من المال والجهد والدعم، وكل هذه المتطلبات غير متوفرة”.
وأشار المصدر إلى أن “وضع السم للكلاب له آثار بيئية خطرة، وخاصة إن لم يكن تحت الرقابة فمن الممكن أن يلمسه طفل ما أو ينتقل عن طريق الذباب والحشرات والحيوانات الأخرى”.
وأكد المصدر أن “انتشار الكلاب في فصل الصيف يكون أقل من فصل الشتاء، بسبب بقاء الأهالي خارج منازلهم لوقت أطول، واستمرار السير وحركة السيارات التي تطرد الكلاب تلقائياً”.
وأقر رئيس النظام السوري بشار الأسد قانوناً مالياً في 28 ديسمبر/كانون الأول، للوحدات الإدارية في سوريا، تضمن تحديد رسم اقتناء الكلاب في سوريا.
ونصت المادة رقم 21 من القانون على “تحصيل الوحدة الإدارية عن الكلاب الخاصة رسماً سنوياً قدره 15 ألف ليرة سورية عن كل كلب، وتعطى مقابل ذلك لوحة ذات رقم في كل سنة”.
وجاء في المادة التي أثارت سخرية سكان مناطق النظام أن “كل كلب شارد دون لوحة يحبس ثم يباع إن لم يطلبه صاحبه خلال 48 ساعة، وإن لم يثبت صاحبه أنه أدى الرسم عنه وقدم لوحته لا يعاد إليه الكلب إلا بعد دفعه الرسم المبيّن مضاعفاً مع نفقة الحبس”.
ما هو داء الكلب؟
يعتبر داء الكلب من الأمراض الفيروسية التي تنتقل من خلال عضة حيوان مصاب بداء الكلب/السعار، ويصيب الجهاز العصبي المركزي، لينتج عنه مرض خطير في الدماغ ويؤدي إلى الوفاة في النهاية إن لم يتم التعامل الفوري معه بالطريقة الطبية الصحيحة.
وينتقل فيروس داء الكلب عن طريق أي حيوان أليف مصاب به، سواء كان من الكلاب أو الأرانب أو القطط أو الفئران أو أي حيوان من الحيوانات البرية.
وتتشابه أعراض داء الكلب الأولى مع أعراض الإنفلونزا بشكل كبير، إلا أن هناك أعراضاً أخرى لداء الكلب تشمل الشعور بحكة في مكان اللدغة، والحاجة للقيء، وفي المراحل المتقدمة يعاني المصاب من الهلوسة والهذيان وسلوكيات غير طبيعية.
ويتم الكشف عن “داء الكلب” بعدة اختبارات عن طريق اللعاب وخزعة الجلد والدم والسائل الشوكي، أو الكشف على الحيوان الذي عض الشخص للتأكد من إصابته.