ورقة تقدير موقف لمركز أسبار حول اللاجئين الأوكرانيين ومسألة العنصرية

نشر مركز أسبار الشرق الأوسط، اليوم الأحد، ورقة تقدير موقف تطرق فيها، إلى قضية اللاجئين الأوكرانيين واحتمالات ارتفاع أعدادهم، مع استمرار الأزمة، واشتداد المعارك، والتمييز بين اللاجئين عند بعض الدول الأوروبية.

وانطلق المركز في الورقة  في مقدمة الورقة من أنه:”يصعب التنبؤ بما ستبلغه أعداد اللاجئين الأوكرانيين إلى دول الجوار والاتحاد الأوروبي وروسيا وبيلاروسيا”.

وتابع أنه:” الأرقام الأولية تشير إلى احتمالات تدفق موجات متزايدة من اللاجئين؛ فمن ناحية ترتبط المسألة بشدّة المعارك واتساع رقعتها، ومن ناحية أخرى فإنّ استعداد دول الجوار يساهم في أن يشكل اللجوء الخيار الأمثل للسكان الذين تعتبر مناطق سكناهم مسارح للأعمال القتالية، أو حتى سكان المناطق التي انعدمت فيها الخدمات الأساسية”.

و برزت على السطح تقارير حقوقية وصحفية تتحدّث عن تمييز بين اللاجئين على أساس لون البشرة أو تبعاً للبلاد التي وفد منها بعض اللاجئين المقيمين في أوكرانيا والفارّين منها.

زيادة متوقعة لأعداد اللاجئين

وتطرقت الورقة إلى تعليق للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنه:” بلغ عدد اللاجئين خلال الأسبوع الأول للغزو الروسي نحو مليون لاجئ”.

وعبر المفوّض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، عن صدمته من هول حركة النزوح واللجوء وحذر من أن عدد اللاجئين قد يصل لـ”أربعة ملايين لاجئ”.

وقالت الورقة التي نشرها مركز أسبار أن:” الوجهة الأوّلية للاجئين فهي بولندا ورومانيا وسلوفاكيا والمجر ومولدوفا، وذهبت أعداد أقل إلى روسيا وبيلاروسيا2 ، ويقع العبء الأكبر على كاهل بولندا التي يقيم فيها 1.5  مليون أوكراني قبل بدء الحرب وتشترك بحدود برّية طويلة مع أوكرانيا”.

وقدرت الأمم المتحدة أن:” 12 مليون شخص داخل أوكرانيا سيحتاجون إلى الاغاثة والحماية، في الوقت الذي أعلنت فيه سعيها للحصول على 1.7 مليار دولار أمريكي مع تزايد الاحتياجات الإنسانية في أوكرانيا والدول المجاورة”.

الترحيب الأوروبي والتمييز بين اللاجئين

وأشارت الورقة إلى أنه:”يحظى اللاجئون الأوكرانيون على اهتمام ورعاية كبيرين من دول الجوار الأوروبي ومن الهيئات الأوروبية”.

وتابعت:”  يستعد الاتحاد الأوروبي لاستقبال “ملايين” اللاجئين الفارين من الهجوم الروسي لأوكرانيا، حسب تصريح لـ مفوضة الشؤون الداخلية في الاتحاد”.

وتناولت الورقة تركيز:” سياسة الاستقبال الأوروبية على اللاجئين من أصول أوكرانية، إذ ثمّة استعداد مقابل لاستقبال اللاجئين المقيمين في أوكرانيا، طلاب وعمّال ورعايا البلدان الثالثة اللاجئين في أوكرانيا، إلّا أن هذه الفئة لا تستفيد من القرارات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي فيما خصّ الأوكرانيين، وصرّحت المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلي”.

وأشارت الورقة إلى:” التقارير الإعلامية التي رصدت حالات وصفت بالعنصرية طاولت لاجئين أفارقة وآخرين من شرق أوسطيين عبر عدم السماح لبعض الأفارقة الخروج من أوكرانيا أو تعرّضهم للتمييز”.

وتابعت الورقة:” وقد حضّت نيجيريا المسؤولين عن الحدود في أوكرانيا والدول المجاورة على التعامل مع مواطنيها من دون تمييز في ظل انتشار تقارير تفيد عن عنصرية يتعرّض لها أفارقة فارّين من الهجوم الروسي. أوكرانيا وعدت بالتحقيق فيما نفت بولندا ذلك”.

وأوضحت الورقة أنه:” في المقابل استحضرت حالة الترحيب بالأوكرانيين الفارين صور لاجئين فرّوا من الشرق الأوسط وتعاملت معهم ذات الدول المجاورة لأوكرانيا بخشونة ومنعت بعضهم من التنقّل من بيلاروسيا إلى بولندا، فضلاً عن التعامل الفظ في بعض الدول الأخرى معهم”.

وأضافت الورقة:” وهو ما دفع مثقّفين مثل المفكّر السلوفينيّ سلافوي جيجيك للحديث عن سياسات التمييز بين اللاجئين في بلاده “عندما حاول آلاف اللاجئين من آسيا الوصول إلى بولندا عبر بيلاروسيا، عرضت الحكومة السلوفينية على بولندا مساعدة عسكرية، مدعية أن أوروبا تتعرض هناك للهجوم”.

ملف مفتوح على احتمالات عدة

وخلصت الورقة إلى أنه:” يصعب توقّع المدّة التي سيبقى فيها اللاجئون خارج ديارهم، أو الرقم النهائي للاجئين؛ فاللجوء والنزوح الداخلي يشكّل واحدة من أسلحة الحرب الضاغطة على دول الجوار وعلى المواطنين الأوكرانيين”.

وتابعت:” وإذا كانت أوروبا تبدي استعدادها لتلقّي هذه النتيجة المتوقّعة للحرب في أوكرانيا عبر سياسات “غير بيروقراطية” على حد وصف وزير الداخلية الألمانية:”.

وأوضحت:” إنّ طول أمد الحرب سيجعل من ورقة اللاجئين ملفّاً مفتوحاً على عدّة احتمالات، قد يكون أبرزها مطالبة دول الجوار الأوكراني بالمزيد من المساعدة والأموال، وقد يتطلّب من الاتحاد الأوروبي التركيز على سياسات اللجوء الإنسانيّة ومحاربة العنصرية”.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد