وول ستريت جورنال: موسكو تجنّد سوريين لإرسالهم إلى أوكرانيا مقابل 300 دولاراً أميركياً

نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية تقريراً يذكر أنّ “موسكو تجنّد سوريين استعداداً لإرسالهم إلى أوكرانيا مع بدء التوغل الروسي بشكل أعمق في المدن”.

وأشار التقرير إلى أنّ “روسيا التي دخلت سوريا منذ عام 2015، قامت بتجنيد مقاتلين سوريين أملاً في أن تساعد خبراتهم الجيش الروسي في معاركه في أوكرانيا، لتوجيه ضربة مدمرة للحكومة الأوكرانية”.

ولم يذكر التقرير عدد المقاتلين السوريين الذين سيُرسلون إلى أوكرانيا، لكنّه ذكر أنّ بعضهم أصبح في روسيا استعداداً لدخول أوكرانيا، ورفض المسؤولون الأميركيون المشرفون على التقرير تقديم أي تفاصيل إضافية.

وأشار تقرير نشرته “رويترز”، يوم أمس، نقلاً عن “رمضان قديروف” زعيم جمهورية الشيشان وحليف الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” إلى أنّ “القوات الشيشانية انتشرت في أوكرانيا لمساعدة الجيش الروسي في غزو أوكرانيا والسيطرة على المدن.

وبحسب “وول ستريت جورنال” “تحرك المقاتلون من كافة أنحاء العالم إلى أوكرانيا لدعم الحكومة الأوكرانية التي تتخذ من كييف مقراً لها”، وهذا ما أكده الرئيس الأوكراني “فولديمير زيلينسكي” الأسبوع الماضي عندما قال عبر صفحته الرسمية على فيسبوك وتويتر: “تطوع 16000 أجنبياً للقتال من أجل أوكرانيا”.

سبب تجنيد السوريين للذهاب إلى أوكرانيا

ذكر تقرير “وول ستريت جورنال” أنّ “المقاتلين السوريين أمضوا عقد من الزمن فيما يسمى (حرب المدن) وهي مهارة تفتقر إليها القوات الروسية المجندة إلى حد كبير”.

لكنّ خبير الشؤون السورية في معهد الشرق الأوسط في واشنطن قال لـ “وول ستريت جورنال”: “إحضار السوريين إلى أوكرانيا كجلب سكان المريخ إلى القمر، فهم لا يتحدثون لغتهم ولا يعرفون بيئتهم وليسوا على دراية بأي شي بأوكرانيا”.

و”دعمت روسيا النظام السوري بشكل كبير جداً من خلال قيامها بضربات جوية في سوريا، وإرسالها مجموعة فاغنر الذي عمل على القتال في سوريا، واستولت روسيا لاحقاً على حقول النفط والغاز والمطارات وما إلى ذلك” بحسب “وول ستريت جورنال”.

وأشار تقرير “وول ستريت جورنال” إلى أنّ روسيا “نشرت مطبوعات في دير الزور وعرضت على الراغبين بالقتال في أوكرانيا مبلغاً يصل إلى 300 دولاراً في الشهر”.

ودعا وزير خارجية أوكرانيا “دميترو كوليبا”، خلال مشاركته في اجتماع استثنائي لوزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الجمعة الماضي، إلى عدم السماح للرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، بتحويل أوكرانيا إلى سوريا، مطالباً الدول الغربية بـ ”التصرف قبل فوات الأوان”.

وأشار “كوليبا” إلى ان “بلاده ستواصل القتال وهي مستعدة للقتال”، معلناً في الوقت نفسه عن حاجة
كييف إلى “الشركاء” لاتخاذ إجراءات ملموسة وحازمة وسريعة، الآن.

وكانت مجلة “فورين بوليسي”، قد قالت في وقت سابق، إن بوتين يستخدم “دليل سوريا” خلال حملته العسكرية لغزو أوكرانيا، مشيرة إلى أن وصفة روسيا للحرب تتضمن “القنابل العنقودية وتدمير المباني والحصار”.

عمليات تجنيد السوريين للقتال في أوكرانيا بدأت في مناطق مختلفة

وكشفت “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” في الرابع من آذار/ مارس هذا العام عن البدء بعمليات تسجيل أسماء مقاتلين في مناطق سيطرة النظام السوري من قبل ضباط روس، وأخرى في مناطق سيطرة الجيش التركي، للقتال في أوكرانيا مع وضد الجيش الروسي.

أما المصدر الثاني وفقاً لـ “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” فهو “أحد مسؤولي لجان المصالحة المحليين في أحد مناطق ريف دمشق.

وأفاد المصدر أن “أحد الضباط تحدث أمامه بأنهم سيعدون قوائم بأسماء مقاتلين لديهم خبرة قتالية جيدة، وإخضاعهم لدورة تدريب صغيرة على يد ضباط روس تمهيداً لإرسالهم إلى روسيا ونقلهم للقتال إلى جانبها في أوكرانيا”.

وأضاف المصدر أن ضابطاً سورياً نقل عن ضابط روسي قوله بوجود “عدد كبير من المقاتلين الروس والبيلاروسيين والشيشان”، وذلك “أثناء زيارة له إلى فرع المخابرات الجوية من أجل مساعدة عدة مطلوبين لتسليم أنفسهم والحصول على العفو”.

وذكر المصدر أن الضابط الروسي قال إن “مشاركة السوريين ستكون رمزية ومن باب الوفاء لروسيا، وفي حال تحول القتال إلى قتال شوارع فإن لدى السوريين خبرة جيدة”، لافتا إلى أنه “ممنوع إرسال أشخاص عديمي الخبرة”.

ونوه المصدر وفقاً لـ “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” إلى أن “العملية لا تزال في مراحلها الأولى، وهي مرحلة تسجيل الأسماء”، مضيفاً أنه “بعد أن يتم تدريبهم على يد ضباط روس لفترة قصيرة، سوف يقررون ما إن كان سيتم إرسالهم أم لا”.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد