هل يتنازل بوتين عن أهدافه في أوكرانيا عبر المفاوضات؟

غادر وفدا المفاوضات الروسي والأوكراني إلى بيلاروسيا للمشاركة في الجولة الثالثة من المفاوضات بشأن الأزمة الروسية الأوكرانية.

وسيعقد في مدينة “بيلوفيز سكايا بوششا” حيث عقدت الجولة السابقة، في الساعة الثالثة عصراً بتوقيت موسكو.

وتوقع محللون سياسيون أن روسيا لن تتوقف عن الحرب، إلا بعد ضمان تحقيق أهدافها في أوكرانيا، وإبعاد أوكرانيا عن الانضمام للاتحاد الأوروبي وحلف الشمال الأطلسي “ناتو”.

وقال المحلل السياسي “محمد حسين” للاتحاد ميديا  أن: “انضمام أوكرانيا إلى الناتو والاتحاد الأوروبي يعني أن روسيا ستطوق، وبالتالي انهيار البعد الاستراتيجي والأمني لروسيا”.

وأضاف “حسين” “بوتين لن يقبل بذلك، وروسيا ستقاتل مهما زادت الضغوط الاقتصادية عليها، ولن تتوقف إلا بعد رحيل الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي، وإيجاد حكومة بديلة لحكومته”.

ونوه إلى أن “هدف روسيا الأساسي هو إعادة أوكرانيا إلى اتفاقية (مينسك) التي وقعها الرئيس الروسي الأسبق ميخائيل غورباتشوف مع أوكرانيا، والني نصت على منع أوكرانيا من الانضمام للناتو أو الاتحاد الأوربي، ومنعها من التحالف مع الغرب والولايات المتحدة، بالإضافة لبناء تحالف بين الدولتين والذي تراه روسيا أمراً مهماً”.

وقال محمد حسين” أن الجغرافيا السياسية حالياً هي في صالح أميركا والغرب، حيث أوروبا الشرقية كليها، باستثناء بيلاروسيا، تتقرب من الناتو وباتوا مع الغرب”.

وأضاف أن “الجغرافيا حالياً ضاقت على روسيا، وبوتين سيبحث عن منفذ لها، لذا لن يدع أن تذهب أوكرانيا لأن الأمن القومي الروسي سيقع في خطر”.

عقوبات متبادلة

وفرضت دول أوروبية وأميركا حزمة من العقوبات السياسية والاقتصادية على روسيا إبان شنها غزواً على أوكرانيا في 24 شباط/ فبراير الماضي.

وشملت هذه العقوبات قطاع البنوك والطيران وعدد من الشركات الكبيرة الروسية، بالإضافة إلى شخصيات رسمية وعلى رأسهم الرئيس “فلاديمير بوتين” ووزير خارجيته “سيرغي لافروف”.

من جانبها فرضت روسيا حظراً للطيران الأوروبي فوق أجوائها، بالإضافة لتهديدها بتقليل أو قطع إمدادات الغاز عن أوروبا.

وحول دور وتأثير العقوبات المفروضة على روسيا لإيقاف الحرب، قال “محمد حسين” أن: “التأثير سيكون متبادلاً ولكنه سيكون أكبر على روسيا، ومهما يكن فلن يتنازل بوتين عن أهدافه”، مشيراً في الوقت نفسه إلى “الاستثمارات الكبيرة المتبادلة بين روسيا وأوروبا”.

وتابع “حسين” أن “المستفيد الأكبر من هذه الأزمة هي أميركا، التي عملت على حدوث ما يجري الآن في أوكرانيا، ووضع روسيا وأوروبا في مواجهة بعضهم، وإيقاع كييف ضحية لزيلينسكي، وبالتالي التفرغ لبوتين”.

وعن مستقبل العلاقات الروسية الغربية (أوروبا وأميركا) أشار حسين  إلى أن “هذه العلاقات ستعود كما كانت في حقبة الحرب الباردة ومن الصعب أن تعود ودية، لأنه يستحيل على الغرب إحداث تغيير في روسيا كأن يستبدلوا نظام بوتين بآخر”.

ونوه إلى أن “حلف وارسو انتهى، وروسيا هي بديلة عنه وستدافع عن هذا الأمر”.

وتوقع “حسين” بقاء العلاقات الاقتصادية بشكل أو آخر لأنه “لا يمكن أن تنتهي هذه العلاقات التي كانت موجودة حتى في زمن الاتحاد السوفيتي”.

الغزو الروسي وشمال شرقي سوريا

من جانبه استبعد رئيس الاتحاد الليبرالي الكردستاني أي تأثير للغزو الروسي على دور روسيا في سوريا بشكل عام أو على الملف الكردي بشكل خاص.

وأوضح الدكتور “فرهاد تيلو” للاتحاد ميديا أن “روسيا دولة عظمى ولها طواقم كاملة تدير العديد من الملفات سواء المتعلقة بالنظام والمعارضة السورية عبر جنيف، أو مع مجلس سوريا الديمقراطية”.

وأضاف “تيلو” “رغم المواقف المتشنجة ضدها إلا أن وجود روسيا لن يتأثر في سوريا بحربها في أوكرانيا، وستبقى تمضي في هذا الملف”.

واستبعد “تيلو”  أي تصادم أميركي روسي على الأراضي السورية في شمال وشرق سوريا.

وأشار تيلو إلى “وجود تنسيق أميركي روسي منذ عام 2015 على الأرض السورية، وعدم التصعيد والتصادم بينهم في الجو أو على الأرض، فالطرفين يدركون حساسية حصول أي احتكاك وبالتالي كلاهما لا يريدون ذلك”.

وتابع “فرهاد تيلو” “الناتو والبنتاغون أكدوا أنهم لن يواجهوا روسيا عسكرياً، ولن يفرضوا حظر الطيران على أوكرانيا، وهذا يعني أن الأمر نفسه ينطبق على القوتين في سوريا ومناطق شمال وشرق سوريا”.

وعما إذا ستفرض هذه الحرب تحديد موقف الإدارة الذاتية مع أحد القوتين في المستقبل، أشار “تيلو” إلى أن “الإدارة الذاتية أرادت السير دائما على حافة التوازن بين القوتين، سيما وأن أميركا أفصحت أكثر من مرة على لسان مسؤوليها أنها هنا لمحاربة داعش، مع تقديم بعض الدعم اللوجستي لقوات سوريا الديمقراطية”.

وأشار إلى اللقاءات التي أجراها السفير الأميركي لشؤون سوريا، وممثل الوزارة الخارجية الأميركية مع “مسد” وأحزاب شمال شرق سوريا منذ شهر.

بالإضافة إلى علاقات الإدارة الذاتية ع روسيا المتمثلة بالإدارة الذاتية والزيارات التي أجرتها الرئيسة المشتركة لـ “مسد” “إلهام أحمد”، ومستشار الإدارة الذاتية “بدران جيا كرد”، وممثلين عن دائرة العلاقات الخارجية إلى موسكو.

وتطرق “تيلو” إلى تصريحات وزير خارجية روسيا “سيرغي لافروف” ونائبه “بوغدانوف” ووصفها بـ “الإيجابية” حين تحدثا عن “إسقاط تجربة الكرد في العراق في سوريا، وضرورة مشاركة الكرد في اللجنة الدستورية وأن يكون للكرد مكانة في سوريا المستقبل”.

ونوه “تيلو” إلى أن “الإدارة الذاتية لن تحسم موقفها مع أي طرف، لأن ذلك قد يضر الإدارة الذاتية كثيراً، وهذا ما نحن بغنى عنه”.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد