كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 23 شباط/فبراير الماضي عن امتلاك الجيش الروسي لسلاح قال أنه “لا يوجد له مثيل في العالم، وهو سلاح الـ “فرط الصوتي”.
جاء ذلك في كلمة تهنئة وجهها إلى القوات المسلحة في يوم حماة الوطن، مبيناً أن “روسيا ستستمر في تطوير أنظمة الأسلحة المستقبلية، وبالأخص الأسلحة فرط الصوتية والأسلحة التي تستند إلى مبادئ فيزيائية جديدة. وهي أسلحة تزيد القدرة القتالية للقوات المسلحة مرات عديدة”.
وتسلّم الجيش الروسي صواريخ “كينجال” و”أفانغارد” وهي صواريخ فرط صوتية تعادل سرعتها أضعاف سرعة الصوت.
في الوقت الذي تستعد فيه لإدخال صاروخ فرط صوتي آخر هو “تسيركون”، إلى الخدمة العسكرية، لتصبح روسيا هي الدولة الوحيدة التي يملك جيشها السلاح الصاروخي فرط الصوتي.
ما هو السلاح الـ “فرط صوتي”؟
يعتبر السلاح فرط الصوتي من الأسلحة الصاروخية والانزلاقية، وتتجاوز سرعتها سرعة الصوت عدة مرات، وكثير من هذه الصواريخ أو المركبات يمكنها حمل رؤوس نووية.
وهناك نوعان أساسيان من الصواريخ فرط الصوتية الأول وهو الصاروخ الانزلاقي الذي يتم إطلاقه في مسار منحني، تسلكه القذيفة بعد إطلاقها في الهواء، وهنا تكون قمة القوس عند نقطة مرتفعة جداً عن الأرض.
وتعود مقدمة الصاروخ التي تحمل الرأس الحربي باتجاه الأرض في سرعة تتجاوز سرعة الصوت، مع القدرة على المناورة أثناء السقوط وتخطي الدفاعات الجوية.
ويسمى أيضاً هذا الصاروخ بالمركبة الانزلاقية، لأنه لا يمتلك مصدراً خاصاً للطاقة، مثل خزانات الوقود وإنما يتحرك أو “ينزلق” مدفوعاً بقوى الديناميكا الهوائية مثل الرفع ومقاومة المائع.
ويقول الجيش الروسي أن أقصى سرعة تصل لها “المركبة الانزلاقية” إلى ما بين 20 و27 ماخ (24500-33000 كيلومتر في الساعة)، وتستطيع حمل رأس نووية تزن 2 ميغاطن، ويصل مداها إلى ما يزيد عن (6000 كيلومتر تقريباً).
وهناك نوعٌ معدَّل آخر يطلق عليه اسم مركبة “إعادة الدخول سهل المناورة”، وهو صاروخ يأخذ منعطفاً واحداً فقط قبل الوصول إلى هدفه.
وهناك نوع آخر يسمى ” الصاروخ الجوّال” وهو ثاني نوع من الأسلحة فرط الصوتية، ويطير هذا الصاروخ في مسارٍ مسطح مدفوعاً بمصدرٍ للطاقة طوال الرحلة، ولا يعتبر صاروخاً انزلاقياً.
سباق التسلح
يعود مصطلح “سباق التسلح” إلى فترة الحرب الباردة بين المعسكر الغربي بزعامة الولايات المتحدة والشرقي بزعامة الاتحاد السوفيتي سابقا.
وهو حالة من المنافسة على شراء وتطوير وامتلاك المزيد من الأسلحة بهدف التفوق على الخصم، وهو سباق لم يتوقف بين عدة دول كبرى كروسيا وأميركا والصين، حتى الآن.
وتعمل روسيا والصين والولايات المتحدة الأميركية على تطوير نماذج أولية لصواريخ فرط صوتية، كما تبحث فرنسا أيضاً في تطوير قدرات تفوق سرعة الصوت؛ بهدف صنع جيل جديد من أنظمة الردع النووي.
وزعم الرئيس الروسي أن سبب تصنيع السلاح الفرط صوتي هو انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من معاهدة الصواريخ المضادة للباليستية عام 2002.
ومعاهدة الصواريخ المضادة للباليستية هي معاهدة تمّ التوقيع عليها بين أميركا والاتحاد السوفياتي عام 1972، ووفق بنود المعاهدة، يلتزم كل طرف بالاكتفاء بنظامين من الصواريخ المضادة للبالستية، يُحَدّد كل منهما بما لا يزيد عن 100 صاروخ.
وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي في 1997، وافقت واشنطن على الاستمرار بها حتى عام 2002 ، إذ انسحبت من المعاهدة حينها.