قالت الناشطة النسوية “مهوش شيخي” في اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف في 8 آذار/مارس من كل عام، أن “الحراك النسوي في سوريا يتوسع وهو حراك يمكن الرهان عليه”.
وتابعت “شيخي” في حديثها مع “الاتحاد ميديا”، قائلةً “أفضل ما يجري اليوم ضمن سوريا، هو الحراك النسوي، الذي يجب تسليط الضوء عليه ودعمه” مبينةً أن “الكثيرين يحاولون تهميش هذا الحراك وإبقائه في الظل لأنه لا يصب بمصلحتهم”.
واعتبرت الناشطة النسوية أن “هؤلاء الأشخاص ممن يشتركون بالصراعات السياسية الذكورية القائمة، وخاصة أن الصراع السوري هو صراع ذكوري بامتياز وصراع مصالح لا علاقة له بمستقبل المجتمع والإنسان”.
وأشارت “شيخي” إلى أن “الحراك النسوي يتطلع إلى إنشاء دولة ديمقراطية وهو حراك سياسي ثقافي وفكري وليس مجرد منظمات نسائية عادية”، مؤكدةً أن “الحراك يتمدد أفقياً ويشمل الكثير من النساء بمختلف المحافظات”.
تحسين واقع المرأة بحاجة لدولة ديمقراطية علمانية
أما عن واقع المرأة في سوريا، فقالت “مهوش شيخي” أن “سوريا بلد غير مستقر ومغتصب سياسياً واقتصادياً، وواقع المرأة لا ينفصل عن واقع البلد بطبيعة الحال وهذا هو واقعها، لكن تبقى آثار الحرب والاضطهاد واضحة بشكل مضاعف على النساء، كونها تتعرض لاضطهادات متقاطعة”.
ووجدت “شيخي” أن تحسين واقع المرأة وحل مشاكلها لا يتحقق إلا “ببناء دولة ديمقراطية مدنية مفصولة الدين عن الدولة وعلمانية، فيها دستور مبني ومراعي للفروقات والمنظور الجندري”.
كما اعتبرت أن “من أهم آليات تمكين النساء هي وجود بنية اقتصادية حقيقية في الدولة، ووجود اقتصاد انتاجي تساهم فيه النساء، ويحتوي على فرص عمل متساوية تحقق تنمية مستدامة حقيقية”.
وأصدر البنك الدولي، تقريراً حول المرأة والأعمال والقانون لعام 2022، جاء فيه أنّ نحو 2.4 مليار امرأة لا تُمنح فرصاً اقتصادية متساوية مع الرجل.
وكشف التقرير أن “178 دولة لاتزال تضع حواجز قانونية تمنع مشاركتهن الاقتصادية الكاملة، وفي 86 دولة، تُمنع النساء من الحصول على الوظائف، أما في 95 دولة أخرى لا تُمنح المرأة الأجر نفسه الذي يأخذه الرجل مقابل العمل نفسه.
وبيّنت الناشطة النسوية أن “المؤسسات التعليمية هي واحدة من أهم الخطوات والطرق التي يجب أن تتبع لتمكين النساء، فبناء المرأة علمياً يعني تمكين وبناء البلد كاملاً، ويمكن تحقيق ذلك بسهولة في حال وجدت رغبة ضمن المجتمع بالرغم من الإرث الثقيل من الغبن والاضطهاد والاستبداد بحق المرأة”.
وأكملت “شيخي” أن “على المرأة أن تلعب دوراً حقيقياً وفاعلاً ضمن الدولة والمجتمع، كما يجب أن تصل إلى مراكز صنع القرار وتشارك به.
مؤكدة أن “لا سلام دون مشاركة النساء، والسلام لا يعني فقط وقف الحرب، وإنما معرفة التعايش الحقيقي والبحث عن الفرح والجمال وتهيئة حياة مريحة للأجيال القادمة”.
دور المنظمات بتحسين حياة المرأة
أما عن الدور الحقيقي للمنظمات الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات النسوية، فقالت “مهوش شيخي” أن “تلك المنظمات والجمعيات، لا تلعب دوراً مباشراً في تحسين الواقع المادي الحقيقي للمرأة على الأرض، وإنما تلعب دوراً مباشراً برفع الوعي عند النساء”.
واعتبرت الناشطة “شيخي” أن “رفع الوعي الذي تقوم به المنظمات النسوية، هو خطوة أساسية لتوجيه النساء ليغيرن واقعهن ويحسنه، كما تدفع بالنساء للوقوف بوجه الاستبداد الذي يمارس عليهن، كما تسعى تلك المنظمات لمواجهة الضغوطات الاجتماعية”.
أما عن أبرز المعوقات التي تواجه المؤسسات النسوية فوجدت “شيخي” أنها ترتبط بالإرث الكبير والطويل تاريخياً واجتماعياً الذي يضطهد النساء ولا يقوم باحتضانهن.
وتابعت “بالإضافة إلى البروباغندا التي تقول إن النسوية تعني الإباحية أو الخلاعة وهذا تشويه حقيقي للنسوية، ويحاول أعداء النسوية جاهدين لإخفاء جوهر النسوية الحقيقي وربطه فقط بتلك المفاهيم المغلوطة”.
يشار إلى أن لا تزال المرأة تتمتع بثلاثة أرباع الحقوق القانونية الممنوحة للرجال فقط حول العالم، ومع ذلك، وبالرغم من التأثير غير المتناسب على حياة النساء ومعيشتهن في ظل فيروس كورونا، قامت 23 دولة بإصلاح قوانينها في عام 2021 لاتخاذ الخطوات التي تشتد الحاجة إليها نحو تعزيز الإدماج الاقتصادي للمرأة، وفق تقرير للبنك الدولي أصدره هذا العام.