اللجنة الوزارية العربية تستنكر انتهاكات تركيا في سوريا

استنكرت اللجنة الوزارية العربية “المساس بالتركيبة الديمغرافية في بعض المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات التركية على غرار شمال شرق سوريا، والانتهاكات المستمرة لسيادة بعض الدول العربية”.

ودعت اللجنة، الحكومة التركية، إلى “احترام الحقوق المائية لكل من العراق وسوريا، ووقف إقامة السدود على منابع نهري دجلة والفرات”، مشيرة إلى أنها “تؤثر سلباً على الحصص المائية للدولتين، وأضرار بيئية واقتصادية جسيمة عليها”.

وأكدت اللجنة “عدم شرعية تواجد القوات التركية في كل من سوريا والعراق وليبيا”، مشددة على ضرورة “سحب تركيا قواتها بشكل فوري دون قيد أو شرط”.

وحثّت اللجنة الحكومة التركية على “التعاون من أجل اتخاذ كافة التدابير التي من شأنها التصدي لعمليات رعاية وتجنيد وتدريب ونقل المقاتلين والإرهابيين الأجانب والمرتزقة لداخل حدود البلاد العربية”.

وأبدت اللجنة الوزارية العربية قلقها إزاء ما أسمتها “استمرار الوجود العسكري التركي على أراضي عدد من الدول العربية والتدخلات التركية في الشؤون الداخلية العربية، وانتهاكاتها المتكررة لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بفرض حظر السلاح على ليبيا”.

واجتمعت اللجنة الوزارية العربية على هامش اجتماع الدورة 157 لجامعة الدول العربية على المستوى الوزاري اليوم الأربعاء بالعاصمة المصرية القاهرة.

وتألفت اللجنة من الإمارات العربية المتحدة، البحرين، المملكة السعودية، وأمين عام الجامعة العربية، وبرئاسة مصر.

اللجنة الوزارية تندد بالتدخل الإيراني

ونددت اللجنة الوزارية في بيان آخر اليوم “استمرار التدخل الإيراني في الأزمة السورية، وما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على مستقبل سوريا وسيادتها وأمنها واستقرارها ووحدتها الوطنية وسلامتها الإقليمية”.

وأضافت اللجنة في بيانها “إن مثل هذا التدخل لا يخدم الجهود المبذولة من أجل تسوية الأزمة السورية بالطرق السلمية وفقاً لمضامين جنيف”.

وأدانت اللجنة “التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية”، واستنكرت ما أسمتها “التصريحات الاستفزازية المستمرة من قبل المسؤولين الإيرانيين ضد الدول العربية”.

وأعربت اللجنة عن “قلقها إزاء ما تقوم به إيران من تأجيج مذهبي وطائفي في الدول العربية بما في ذلك دعمها وتسليحها للميليشيات الإرهابية في بعض الدول العربية وما ينتج عن ذلك من فوضى وعدم استقرار في المنطقة”.

التدخل التركي في سوريا

بدأ التدخل التركي في سوريا مع بداية الثورة السورية في آذار/ مارس 2011 حين عمدت إلى إيواء المنشقين العسكريين من جيش النظام وتدريبهم وتقديم الدعم لهم.

وظهرت أولى الأهداف التركية في سوريا أثناء دعمها لعدة فصائل وعلى رأسها “جبهة النصرة” في عملية السيطرة على مدينة سري كانييه/ رأس العين في 2013، وانتهت الاشتباكات حينها بسيطرة وحدات حماية الشعب على المدينة وطرد المسلحين منها.

وفي آب/ أغسطس 2016 شنت تركيا مع الفصائل الموالية لها ضمن حملة أسمتها “درع الفرات” على مناطق بشمال سرويا، احتلت على إثرها مدينة جرابلس والباب ومناطق عدة بريف حلب الشمالي.

وبدأت تركيا في كانون الثاني/ يناير 2018 حملة عسكرية على مدينة عفرين والمناطق التابعة لها، أفضت إلى احتلالها للمنطقة في آذار/ مارس من العام نفسه.

وسبّب احتلال تركيا لعفرين تهجير ما لا يقل عن 300 ألف شخص من سكان المنطقة، وتوطين أكثر من 400 شخص من المسلحين وعوائلهم من مناطق مختلفة من سوريا.

وتشمل الانتهاكات التي تمارسها الفصائل الموالية لتركيا في عفرين كافة مناحي الحياة منذ احتلالها في آذار/ مارس 2018، من اختطاف وتغيير ديمغرافي وقطع الأشجار وتخريب ونهب الآثار.

وبلغ عدد المختطفين على يد الفصائل المسلحة الموالية لتركيا بعفرين منذ احتلالها أكثر من 8 آلاف شخص بينهم نساء وأطفال.

وباتت نسبة الكرد في عفرين لا تشكل أكثر من 25% بعد أن كانت أكثر من 95% في عملية لتغيير التركيبة السكانية لا تزال مستمرة، وفق منظمة حقوق الإنسان- عفرين.

وقطعت الفصائل الموالية لتركيا أكثر من 400 ألف شجرة زيتون بشكل جائر، واقتلعت أكثر 20 ألف شجرة معمرة من الجذور، وحرقت أكثر من 17 ألف شجرة، وفقاً لمنظمات حقوقية ومراكز توثيق الانتهاكات.

واحتلت تركيا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 مدينتي سري كانييه/ رأس العين، وكري سبي/ تل أبيض والريف التابع لهما وصولاً إلى الطريق الدولي M4، بعد معارك طاحنة شنتها مع فصائل مسلحة سورية موالية لها.

واتهمت “منظمة العفو الدولية” في تشرين الأول/ أكتوبر 2019 تركيا بارتكاب “انتهاكات جسيمة وجرائم حرب، بما في ذلك القتل العمد، والهجمات غير القانونية التي قتلت وجرحت مدنيين”.

التدخل الإيراني في سوريا

بدأت إيران بدعم النظام السوري وخلق تواجد لها على الأراضي السورية منذ مطلع عام 2012، وذلك عبر ضباط من الحرس الثوري الإيراني الذين أسسوا مجموعات لدعم النظام السوري في قمع الاحتجاجات.

وتواجدت إيران بشكل مباشر في الملف السوري من خلال فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الذي كان يترأسه “قاسم سليماني” وشارك الفيلق في عدة معارك كبيرة كان أبرزها في حلب عام 2017.

ويبلغ عدد الميليشيات الإيرانية في سوريا نحو 50 تشكيلاً، وصلت أعداد عناصرها خلال عام 2017 إلى نحو70 ألفاً، وتقدّر أعدادهم اليوم بأكثر من 100 ألف مسلح، وفق تصريحات عسكريين إيرانيين.

وينفرد حزب الله اللبناني بالمرتبة الأولى من ناحية الميليشيات التابعة لإيران والمتواجدة في غالبية مناطق سيطرة النظام، وخصوصاً في المناطق المحاذية للحدود اللبنانية السورية من ريف حمص وصولاً إلى الغوطة الغربية في ريف دمشق، وشارك في معارك عدة بشكل علني من بينها “القصير” و”يبرود” والغوطة الشرقية”.

وتجند إيران العديد من الميليشيات الأجنبية في سوريا كميليشيا “فاطميون” وعناصرها من الأفغان اللاجئين في إيران، ويبلغ عددهم نحو 3000 مسلّح، وفق تقرير لـ(DW)، قاتلوا في درعا وتدمر وحلب.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد