أعلنت حكومة النظام السوري فتحها باب التقدم لمسابقة التوظيف المركزية، منذ تاريخ 23 كانون الثاني/يناير، ليبدأ مئات الآلاف من العاطلين عن العمل في مناطق سيطرة النظام التقدم لهذه المسابقة، آملاً بتعيينهم وتقاضي أجر شهري ربما يكفي لشراء الخبز فقط.
وشكل سوء التنظيم والازدحام الكبير في أماكن التقديم المخصصة ضمن المحافظات (مبنى المحافظة)، لظهور عدة مشاكل وحوادث، وصفها المتقدمون بـ”المقصودة” لغايات نفسية وأخرى اقتصادية.
وقالت “هند” وهي إحدى المتقدمات من مدينة حماة لمسابقة التوظيف المركزية، أن “أعداد المتقدمين الذين ينتظرون ضمن طوابير عشوائية تقدر بالآلاف ممن ينتظرون الدخول لمبنى المحافظة والتقدم للمرحلة الأولى من الوظيفة”.
وتابعت “هند” في حديثها لـ”الاتحاد ميديا”، أنها “حاولت السفر من مدينة مصياف إلى حماة مبكراً، حتى أنها اتفقت مع صديقاتها بالذهاب منذ الساعة السادسة صباحاً بسيارة تكسي، لكنها تفاجأت بوجود المئات من المنتظرين أمام المبنى قبل وصولها عند الساعة 7 صباحاً، أي قبل بدء الدوام الرسمي”.
وأضافت “منذ 10 أيام لم أستطع التسجيل على المسابقة، ويكاد الوقت ينفذ مني، بالرغم من تمديد الموعد النهائي لمدة أسبوع”.
أما “منذر” المقيم في مدينة حماة، فيقول لـ”الاتحاد ميديا”، أن “الوساطات والمحسوبيات تلعب دوراً أساسياً بتأخير المواطنين والمتقدمين، فلا يدخل مبنى المحافظة إلا من يمتلك “واسطة” أو معرفة بأحد عناصر الأمن الموجودين على الأبواب”.
وتابع “منذر” قائلاً “يمكن الدخول بشكل فوري والتقدم للمسابقة لكن عن طريق دفع رشوة مالية للعناصر الذين يقفون أمام الباب ويمنعون دخول الناس، والبعض دفع مبلغ 15 ألف ليرة سورية للدخول إلى هناك والتقديم على الوظيفة”.
وأشار “منذر” إلى أن “يجبر كل متقدم على شراء طابع بسعر 500 ليرة سورية ومصنف بألف ليرة وورقة بيضاء بسعر 500 ليرة، وقلم ب 500 ليرة سورية أيضاً، ليستطيع التقدم”.
وأضاف “منذر” أن “شراء هذه المستلزمات إجباري من الكولبة التي أمام مبنى المحافظة، والتي تبيع هذه المستلزمات بالاتفاق مع المحافظة، ولا يمكن لأي بائع آخر التواجد هناك، تحت طائلة الملاحقة والسجن من قبل عناصر الشرطة”.
مئات الآلاف من المتقدمين لمسابقة وهمية
وأعلنت حكومة النظام السوري البدء بتقديم الطلبات للمسابقة المركزية للتوظيف بمختلف الاختصاصات يوم الأحد 23 كانون الثاني/يناير، على أن تنتهي في 24 شباط/فبراير عام 2022، لكنها مددت مهلة التسجيل بسبب تقدم عشرات الآلاف من العاطلين عن العمل للمسابقة.
ويحق لكل متقدم للمسابقة وفق وزارة الإدارة المحلية التابعة للنظام السوري، أن يتقدم على ثلاث فرص وظيفية، أي التقدم لثلاث مسابقات معاً بذات المحافظة والفئة الوظيفية.
ولم يتم الإعلان بشكل رسمي حتى لآن عن أعداد المتقدمين إلى المسابقة، في حين تشير التقديرات إلى وصول العدد لحوالي 300 ألف متسابق حتى الآن، في حين زعمت فيه حكومة النظام أنها “ستؤمن حوالي 100 ألف وظيفة جديدة”.
ويقول مراقبون أن “مزاعم توظيف هذه الأعداد كاذبة، ولا يوجد شواغر بهذا الحجم ضمن الدولة والدليل وجود أعداد كبيرة من الموظفين داخل أي مؤسسة من مؤسسات الحكومة”.
ويجد المراقبون أن “فتح باب التسجيل بهذه الطريقة، هو لعبة اقتصادية من قبل النظام، بسبب كمية المال التي دفعها مئات الآلاف من المتقدمين، عن طريق الطوابع واستخراج أوراق غير موظف ومقيم وغير محكوم والتي تقدر بعشرات الآلاف من الليرات”.
ويعتبر الكثر من المتقدمين أن “المسابقة وهمية ولن يتم توظيف إلا أصحاب الوساطات والمحسوبيات من خلالها، لكن عملية التقديم من مبدأ أن الغريق يتعلق بقشة”.