مؤسسة مبادرة “هي” للاتحاد ميديا: “المرأة السورية تعاني من صعوبات جسيمة”

قالت الناشطة النسوية السورية ومؤسسة مبادرة “هي” نور تزكا للاتحاد ميديا في اليوم الدولي للمرأة أنّ “المرأة السورية كابدت وعانت كثيراً خلال وبعد الحرب، وأحد أشكال معاناتها تمثلت في عدم توافر فرص متساوية في سوق العمل، إضافة إلى ضغط المجتمع عليها الذي أجبرها أن تتحمل أعباء زائدة سواء أكانت سيدة منزل أو سيدة عاملة”.

أطلقت نور مبادرة “هي” كمبادرة غير ربحية مقرها في محافظة اللاذقية في سوريا، وتهدف المبادرة إلى تمكين السيدات السوريات بشكل عام والسيدات في منتصف العمر بشكل خاص، عبر تمكينهنّ تعليمياً ومهنياً لزيادة فرصهنّ في الحصول على عمل على حد وصف مؤسِسة المبادرة.

تطمح نور في أن تتمكن من مساعدة أكبر عدد من السيدات لمساعدتهن على الإيمان بقدراتهنّ بشكل أكبر.

 وأضافت نور: “عملنا على مساعدة النساء في سوريا عبر تقديم دورات لغوية إضافة إلى الاهتمام بالصحة النفسية والعقلية للمرأة”.

معايير مزدوجة للتعامل مع الرجل والمرأة

أشارت نور إلى أنّ “المعايير المزدوجة في التعامل مع المرأة ليست حكراً على العالم العربي، وهذا ما أثبتته الأمم المتحدة عبر تبنيها شعار معاً ضد التحيّز “.

وترى نور أنّ “خلق الفرص المتساوية حق شرعي للنساء، ويجب خلق مساحة عمل تعطي كلا الجنسين حقوق وواجبات متماثلة”.

أما عن المعايير المزدوجة فهي برأي نور “تبدأ معنا منذ الولادة، حين يتم تصنيف دور الفتاة والصبي ووسمهم بصفات معينة ترافقهم  طيلة حياتهم، فعلى الصبي ألّا يبكي أبداً وعلى الفتاة ارتداء الفساتين الوردية والإيمان بأنّها غبية”.

لا تزال بعض المجتمعات العربية ضد فكرة تعليم الفتيات، ولا توفر لهنّ فرص عمل متساوية كما توفر للرجال، وبرأي نور إنّ السبب وراء ذلك هو “أنّ المجتمعات العربية تخشى تعليم الفتاة، لأنّها تخشى أن تدرك الفتاة مدى قوتها، ويبدؤون في حرمان الفتيات من التعليم وإقناعها بذلك، الأمر الذي ينعكس سلباً على مستقبلها وفرصها في الحصول على عمل”.

ولا يقتصر الأمر على غير المتعلمات، فبعض المهن تعتبر حكراً على الرجال، وطرحت نور أمثلة على ذلك “كبعض مجالات الهندسة وقيادة سيارة الأجرة أو أي نوع مواصلات عامة”.

وبرأي نور أنّ” المشكلة الأكبر في حال توافر فرص عمل للمرأة، فالأجور حتماً  غير متساوية وفجوة الأجوربين المرأة والرجل هي شيء موجود في العالم الغربي والعربي سوياً”.

مفهوم النسوية وما معنى أن نكون نسويين؟

عرّفت نور النسوية من وجهة نظرها على أنّها “حركة تعمل على محاربة وإنهاء السلطة الأبوية في المجتمع، وهي سلطة عانى منها النساء والرجال على حدّ سواء”.

وبرأيها إنّ النسوية هي “محاربة المفاهيم المسبقة والمسلّم بها فيما يخص الأدوار القائمة على النوع الاجتماعي، فمثلاً يكبر الصبي وهو منفصل تماماً عن مشاعره ليصبح غير قادر على التعاطف مع الآخرين ودعمهم، الأمر الذي يجعل منه شخصاً منقاداً ومسؤولاً مباشراً عن ظلم المرأة وحرمانها من حقوقها”.

السلطة الأبوية تؤثر على الذكر و لكن ليس كقوة تأثيرها على وجود الأنثى.. و لذلك فإن النسوية برأي نور” تهدف إلى تمكين المرأة و المناداة بحقوقها .. النسوية هي حركة تطالب بحقوق متساوية للنساء في العمل و الحياة.. و تعمل على إلغاء بعض المفاهيم و الأفكار المسبقة عن دور الأشخاص في المجتمع”..

وأضافت نور: “أن نكون نسويين يعني أن نكون إنسانيين فلا جنس في العالم يستطيع تحجيم أحلامنا، أن نكون نسويين يعني أن نوصل صوت الناس غير القادرين على إيصال صوتهم وتشجيعهم كي يصبحوا قادرين على التعبير عن رغباتهم، أن نكون نسويين يعني أن نعمل على خلق مساحات آمنة للنساء تعمل على دعمهن و تمكينهن و الاحتفاء بهن”.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد