توفيّ السياسي السوري ورئيس تيار بناء الدولة، لؤي حسين، اليوم الخميس، عن عمر يناهز 62 عاماً في إسبانيا، بعد معاناة مع المرض.
واعتقل النظام السوري، لؤي حسين للمرة الأخيرة، في نوفمبر تشرين الثاني من العام 2014، ليطلق سراحه بكفالة بعد ثلاثة أشهر، وغادر بعدها حسين البلاد، رغم وجود حظر سفر عليه من قبل النظام السوري.
وجاء قرار مغادرته بعد أن “شعر بخطر على حياته”، وفق حديث له مع “فرانس برس”، وتابع “كنت قد قررت المغادرة حتى لو قرروا رفع حظر السفر عني”.
مواقف جدلية
وشكل حسين، حالة جدلية في الأوساط السورية المعارضة، بسبب بعض مواقفه المناوئة للثورة السورية، واعتباره من التيار السوري المعارض المقبول لدى النظام السوري، خاصة بعد خروجه من سوريا.
وفي لقاء لحسين مع موقع المونيتور الأميركي قال:”أنا أعلنت مراراً وتكراراً أنّني أقف مع سوريا والسوريّين، وليس مع أيّ طرف آخر، فأنا لست ضدّ النظام، إلّا لأنّه ضدّ مصالح السوريّين، ولن أكون مع “شيء” يدّعي أنّه الثورة ما لم يكن مع مصالح السوريّين. وأقصد بالسوريّين كلّ السوريّين، ولا أستثني منهم أحداً. لهذا لا أهتمّ إطلاقاً بإرضاء هذا الطرف أو ذاك، بل أحاول إرضاء ضميري الذي هو جاهز دائماً للمساءلة حول أيّ عمل قمت به يضرّ السوريّين أو يتسبّب بمقتل أيّ منهم، والمحاسبة عليه”.
وفي ذات اللقاء، في معرض إجابته عن سؤال حول تسريب صوتي نسب له، بأنه “يكره الثورة” السورية قال حسين:” ليس دبلوماسيّة، بل سرقة كلام ومنتجته من دون علميّ. ولكن للإيضاح، أقول هذه الثورة ولا أقول الثورة، أي أقصد الثورة التي كنّا نتحدّث عنها أنا “واللصّ” الذي كان يسجّل كلامي من دون علمي. فحديثي كان عن تجّار الدم والطائفيّين والسارقين وأمثالهم الذين يسمّون أنفسهم الثورة. فهذه الثورة ليس فقط لا أريدها بل أعمل على مواجهتها”.
وتابع حسين حديثه :” والآن أيضاً، أنا ضدّ الثورة التي تقودها جبهة النصرة. لا يكفي لطرف أو شخص أن ينسب نفسه إلى كلمة الثورة ليكون شخصاً أو طرفاً جيّداً فيها. هذا كلام بسيط جدّاً. الشخص عليه أن يكون جيّداً حتّى نسمّيه لاحقاً ثوريّاً. وحركة ما، عليها أن تكون جيّدة وتعود علينا بالفائدة حتّى نسمّيها ثوريّة وليس العكس. يعني لا يكفي أن تتمّ تسمية جهّة ما بأنّها الثورة حتّى نعتبرها جيّدة، وتناولها يكون جريمة”.
من هو لؤي حسين؟
ولد لؤي حسين، في العاصمة السورية دمشق عام 1960، ودرس الفلسفة في جامعة دمشق، لكنه لم يستطع إكمال دراسته بسبب الضغوط والملاحقات الأمنية.
تعرض “حسين” للاعتقال عدة مرات، كان أولها في العام 1984 بسبب انتمائه لرابطة العمل الشيوعي، أثناء فترة دراسته، وسُجِن على أثرها سبع سنوات من دون محاكمة حتى العام 1991.
وأسس “حسين” بعد 6 سنوات من إطلاق سراحه “دار بترا” للنشر، لكن المخابرات والقوى الأمنية التابعة للنظام حددت وقيّدت عمل الدار وأنشطته.
ونشر حسين، مذكراته ضمن كتاب بعنوان “الفقد” وهو كتاب يوثق السنوات التي قضاها في السجن وصدر الكتاب عام 2005 في لبنان.