قال البيت الأبيض في بيانٍ، الخميس، إن الرئيسين الأميركي جو بايدن، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، ناقشا في مكالمة هاتفية، سبل تقوية العلاقة الثنائية بين البلدين، وجددا على دعم البلدين لحكومة أوكرانيا والحاجة الملحة لوقف الغزو الروسي.
فيما قال بيان الرئاسة التركية حول المكالمة الهاتفية بين الرئيسين، أن “تركيا ستستلم 40 طائرة جديدة من الولايات المتحدة، كما ستحصل على موافقة أميركا لتحديث طائراتها المقاتلة من طراز F-16 في أسرع وقت ممكن”.
وأضاف البيان: “أردوغان أبلغ نظيره الأميركي بأنه آن الأوان لترفع واشنطن العقوبات عن الصناعات العسكرية التركية”.
تأتي هذه التطورات رغبة من الولايات المتحدة الأميركية إلى تقوية حلفها في مواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا، سيما وأن الرئيس التركي يمسك بالعصى من المنتصف في محاولة لعدم استفزاز بوتين، بحسب مراقبين.
يترافق ذلك زيارة للرئيس الإسرائيلي، منذ أمس الأربعاء، إلى تركيا التقى خلالها نظيره التركي ومسؤولين آخرين.
وتم استقبال هرتسوغ مع زوجته “ميخال”، بحفل رسمي في المجمع الرئاسي بتركيا. وركز الجانبان التركي والإسرائيلي على تكثيف الخطوات التي يمكن اتخاذها لتحسين التعاون والعلاقات وتوسيعها بين تركيا وإسرائيل والتي كانت طبيعية علناً قبل أيار/مايو 2010.
وذكرت إذاعة “كان” الاسرائيلية، إن إسرائيل وتركيا اتفقتا على تشكيل خلية أزمة برئاسة مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية وكبير مستشاري الرئيس التركي.
وأضافت الإذاعة، أن إسرائيل طرحت مجدداً مطلبها بتقييد نشاط حركة “حماس” في الأراضي التركية.
العلاقات الأمريكية التركية
في 23 سبتمبر/أيلول 2021، وخلال زيارته لمدينة نيويورك لافتتاح ما يعرف بـ”البيت التركي”، وقبيل مشاركته في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، فتح الرئيس أردوغان النار على نظيره الأمريكي بايدن، متهماً إياه بنقل الأسلحة والذخائر والمعدات إلى “المنظمات الإرهابية في سوريا”، مؤكداً “أن تركيا لن تقف مكتوفة الأيدي وهي تشاهد ذلك”.
وأضاف أردوغان أن علاقات بلاده مع الولايات المتحدة ليست صحية، وأن واشنطن بحاجة إلى “تسوية” القضايا المتعلقة بشراء أنقرة منظومة الدفاع الصاروخي الروسية إس-400.
وحول استمرار واشنطن بحجب مقاتلات “F-35” الأمريكية عن تركيا، قال أردوغان: “نتصرف بصدق وموقفنا صادق، لكن الولايات المتحدة للأسف لم تتصرف كذلك”.
وبعد هذه التصريحات بأيام، كشف أردوغان، في مقابلة مع محطة CBS News الأمريكية، أنه سيدرس شراء نظام صاروخي روسي دفاعي ثانٍ، وذلك رغم الاعتراضات الأمريكية الشديدة التي تعرضت لها أنقرة جراء الصفقة الأولى التي أبرمتها سابقاً مع موسكو، طبقاً لما أوردته صحيفة The Independent البريطانية، الأحد 26 سبتمبر/أيلول 2021.
حيث قال أردوغان رداً على سؤال حول ما إذا كانت بلاده ستشتري المزيد من صواريخ S-400: “بالطبع، نعم، تركيا ستتخذ خياراتها الدفاعية الخاصة بها”. حيث جاءت تلك التصريحات قبل أيام من موعد قمة الرئيس أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، يوم 29 سبتمبر/أيلول 2021.
إذ أكد أردوغان، الجمعة 24 سبتمبر/أيلول، ضرورة الارتقاء بالعلاقات التركية الأمريكية لتحتل مكاناً غير ما هي عليه الآن، موضحاً أن بلاده تسعى إلى تعزيز علاقتها الثنائية مع روسيا والوصول إلى حجم تبادل تجاري قيمته 100 مليار دولار.
ملفات شائكة
وتشهد العلاقات التركية الأمريكية هدوءاً ملحوظاً، وخاصةً بعد اللقاء السريع الذي جمع بايدن بأردوغان في 14 يونيو/حزيران 2021، على هامش اجتماع قادة حلف “الناتو” في بروكسل، حيث بدا أن تبادل الحديث والضحكات بين الرجلين وكأنه سيطوي صفحة التوتر القائم بين البلدين.
إلا أن العديد من الملفات الشائكة لا تزال مصدر توتر بين أردوغان وبايدن، كدعم واشنطن لـ “قوات سوريا الديمقراطية” التي تربطها تركيا بـ “حزب العمال الكردستاني” وتعتبرها “منظمة إرهابية” ورفضها تسليم زعيم تنظيم “غولن” فتح الله غولن، بالإضافة إلى ملفي العقوبات الأمريكية على أنقرة وبرنامج مقاتلات إف-35.