شنّت روسيا ضربات جوية على مستشفى للأطفال وحديثي الولادة في مدينة ماريوبل الأوكرانية الساحلية في ضربة هي الأحدث ضمن سلسلة هجمات روسية دمرت المباني السكنية وقتلت السكان ضمن منازلهم، بحسب وكالة أسوشيتد برس.
وأشار التقرير إلى أنّه “من المستحيل إثبات الادعاءات بارتكاب روسيا لجرائم حرب في أوكرانيا، وهو أمر يتشابه مع ما حصل في حلب شمال سوريا، وما حصل بالعاصمة الشيشانية غرزوني”.
قُتل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص بينهم طفل في غارة جوية لروسيا يوم الخميس في ماريوبل، وتساءل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حينها عبر بيان على صفحته الخاصة على فيسبوك: “أي بلد هذا يخشى الأطفال والمستشفيات ويدمرهم”، ورفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تكون روسيا الفاعلة وقال “هذه ادعاءات مثيرة للشفقة”.
الغزو الروسي لغرزوني
ذكّر تقرير أسوشيتد برس بما حصل خلال الحرب الروسية التي دمرت غرزوني في أوائل كانون الثاني/ديسمبر من عام 1999 حيث ألقت الطائرات الروسية حينها منشورات فوق العاصمة الشيشانية كُتب فيها إنذار لجميع المقاتلين المتمردين والمدنيين، وقالوا فيها “اتركوا أرضكم أو تدمروا”.
وكانت روسيا تستخدم في غزوها لغرزوني القوة الجوية، وامتنعت عن اقتحامها خوفاً من أن تؤدي معارك الشوارع إلى خسائر فادحة .
وفي كانون الأول/يناير من هذا العام ، مع اقتراب قوات الكرملين من حدود أوكرانيا ، حذر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الشعب الروسي من أن الغزو سيكون “عنيفاً ودموياً” ، مع قتال شوارع عنيف من نفس النوع ، وأن روسيا ترغب برؤية “سيناريو شيشان جديد”.
ودخلت لاحقاً غرزوني في حرب مستمرة تعرضت فيها للقصف لأسابيع طويلة، ودخلت القوات الروسية في أيلول/سبتمبر من نفس العام بعد تحرك مقاتلي الشيشان إلى داغستان، وألقوا باللوم على المسلحين الشيشان في تفجير المباني السكنية التي خلفت 300 قتيلاً في غيرزوني، وتمكنت روسيا من تحقيق انتصاراتها في النهاية، وهذا ما ترغب به حالياً في أوكرانيا.
القصف الروسي لحلب
ساعدت القوات الجوية الروسية النظام السوري بقيادة بشار الأسد خلال الحرب في سوريا في قصف المدنيين، بحسب وكالة أسوشيتد برس.
وأشار التقرير إلى أنّه في عام 2016 برزت الخسائر الهائلة التي لحقت بمدينة حلب نتيجة القصف الجوي المستمر من قبل روسيا والنظام السوري، حيث تُركت عشرات الآلاف من المنازل غير صالحة للسكن، إضافة إلى دمار المصانع وتحول المعالم القديمة إلى أنقاض.
وقال الخبراء إن تكلفة إعادة بناء حلب ستصل إلى عشرات المليارات من الدولارات وستستغرق سنوات طويلة، وذلك لأنّ حلب كانت مركزاً صناعياً، وموطناً لمصانع إنتاج المنسوجات والمواد البلاستيكية والمستحضرات والأدوية الطبية، إضافة لكونها أحد مواقع التراث العالمي.
وأصبحت حلب “تشبه تلك المدن التي دمرتها الحرب العالمية الثانية، وحجم دمارها يشبه القصف البريطاني بالقنابل الحارقة لمدينة درسدن الألمانية في الحرب العالمية الثانية”.
وذكر تقرير أسوشيتد برس أن “الأضرار التي لحقت بحلب وغروزني من قبل الطائرات الحربية الروسية على مدى سنوات كانت هائلة”.
وقال ، سفير الولايات المتحدة السابق لدى الناتو دوغلاس لوت لوكالة أسوشيتد برس: “قد يبدو الدمار الذي لحق بحلب وغرزوني وكأنه قصف من العصور الوسطى استخدمت روسيا تكتيكات وحشية للغاية، وقصف عشوائي وتستخدم هذا أيضاً في أوكرانيا”.