النظام السوري يمنع “نبش القمامة” بحثاً عن الطعام

منع النظام السوري الفقراء ضمن مناطق سيطرته من “نبش القمامة” بحثاً عن الطعام أو للعثور على شيء ضمنها يمكن بيعه، مبيناً أن هناك غرامة مالية على من يقوم بهذه العملية.

وقال “المثنى غانم”، مدير البيئة التابع للنظام السوري، في محافظة ريف دمشق، أن “مهنة نبش القمامة منتشرة في كل سوريا وليس في منطقة محددة على وجه الخصوص”.

وتابع “غانم” “يجب تسمية هذه المهنة “فرز للقمامة” لأن العاملين فيها ينتقون المواد الممكن بيعها واستثمارها”، وفقاً لموقع “أثر برس” المحلي.

واتهم مسؤول حكومة النظام الفقراء الذين يقومون بـ”نبش القمامة”، أنهم “يعملون من خلال مجموعات يديرها أشخاص، ويعمل تحت أيديهم أطفال ورجال”.

وزعم “غانم” أن “هؤلاء الأشخاص، يفرزون القمامة ويعطوهم إياها و”الرؤوس الكبيرة” هي من تقوم بالبيع، ولا علاقة للفقر بالموضوع، فلو لم تكن تجارة مربحة لما عمل فيها أحد”، وفق وصفه.

وبيّن مسؤول حكومة النظام السوري أن “المهنة ليست مرخصة، وفي حال تم إلقاء القبض على من يعمل بها، يفرض على صاحبها غرامة تبلغ 3000 ليرة سورية”.

بين الفقر والاستثمار

تنامت معدلات الفقر والجوع ضمن مناطق سيطرة النظام بشكل كبير، بظل الانهيار الاقتصادي الكبير الذي تشهده البلاد، مع وصول سعر صرف الدولار لأكثر من 3900 ليرة سورية، والتضخم الاقتصادي الذي دفع بالآلاف من العائلات السورية إلى تحت خط الفقر.

حيث شهدت عدة مناطق ومحافظات استفحالاً بظاهرة التسول و”النبش بالقمامة” بحثاً عن لطعام أو إيجاد أي قطعة (بلاستيك، معدن، علب فارغة، ملابس) لبيعها وشراء الطعام بثمنها.

لكن الأمر تحول لـ “تجارة” حقيقية في بعض المناطق والمحافظات، كمحافظة اللاذقية التي تنتشر ضمنها شبكات كبيرة بالتنسيق مع مسؤولين من النظام السوري وقواته، وفق ما قالت مصادر مطلعة لـ”الاتحاد ميديا”.

وبيّنت المصادر أن “هذه الشبكات تعمل ضمن مناطق محددة، تتسم بالاكتظاظ السكاني ويسكنها أشخاص ميسوري الحال كمنطقة الزراعة والأوقاف والمشروع السابع والشيخ ضاهر، ممن يرمون بقمامتهم ما يكون قابلاً للبيع”.

وأوضحت المصادر أن “دوريات الشرطة والبلديات لا تقوم بملاحقة هذه الشبكات لارتباطها بأسماء وأفرع أمنية، امتهنت هذه التجارة”، مؤكدةً أن “قوات الأمن تلاحق فقط المتسولين الحقيقيين والفقراء”

وتابعت المصادر أن “المحافظة قسمت لقطاعات، وكل قطاع يتبع لجهة معينة، ويمنع النباشين الآخرين من العمل ضمنه، والدليل أن نفس النباشين يمرون يومياً على الحاويات منذ شهور طويلة دون تغيير”.

كشف “برنامج الأغذية العالمي” في شباط/ فبراير 2021 عن بيانات تفيد بأن 12.4 مليون سوري، أي ما يقارب 60% يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

وقدّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، في تشرين الأول/ أكتوبر 2021 أعداد السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر بأكثر من 90% في كلمة له خلال جلسة لمجلس الأمن.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد