تسبب بطء سرعة الإنترنت بمشاكل عديدة لسكان مناطق سيطرة النظام، خاصة للطلاب الذين يدرسون ضمن الجامعة الافتراضية، أو ممن يعتمدون في عملهم على الإنترنت بشكل أساسي كالصحفيين والمترجمين والمهندسين وغيرهم.
ويقول “عمار” وهو أحد طلاب الماجستير ضمن الجامعة الافتراضية التابعة لحكومة النظام، أن “سرعة الإنترنت الأرضي غير جيدة مطلقاً، ولا تساعده في حضور محاضراته بطريقة (الأون لاين)، وهو ما تسبب له بمشاكل ضمن الجامعة”.
ويتابع الطالب في حديثه مع “الاتحاد ميديا” قائلاً، “في بعض الأحيان أضطر للذهاب إلى صالات الإنترنت لتحميل بعض الملفات أو المحاضرات، وخاصة أن تغطية الإنترنت على شبكة الهاتف المحمول أصبحت أسوأ من الإنترنت الأرضي (ADSL) بسبب انقطاع الكهرباء”.
ويضيف “عمار” “قمت برفع سرعة الخط من 2 غيغابايت إلى 4 غيغابايت، دون أن أشعر بفرق حقيقي بسرعة الإنترنت، وإنما زادت الأجور الشهرية على الفاتورة فقط، وعند مراجعتي لمركز الهاتف والبريد قالوا لي أن مشكلتي عالمية!”.
أما “بتول” التي تعمل كمهندسة معمارية في شركة مقرها الإمارات عن طريق “الأون لاين”، فتقول لـ”الاتحاد ميديا”، أن “الشركة أرسلت لها عدة إنذارات بسبب تأخرها عن تسليم أعمالها أحياناً، أو لغيابها عن اجتماعات عامة للشركة أحياناً أخرى، وذلك بسبب الإنترنت وانقطاعاته المتكررة”.
وتُشير “بتول” إلى أنها “تكاد تفقد مصدر رزقها، بالرغم من أن مسؤوليها بالعمل يراعون وضعها بشكل كبير، وباتوا يحددون الاجتماعات بما يتناسب مع توقيتها وضمان وجود الإنترنت دون انقطاع خلال العمل”.
سوريا على الخريطة العالمية للإنترنت
تقع سوريا في المرتبة 103 عالمياً من جهة سرعة الإنترنت على شبكات الهاتف المحمول وفق ترتيب صادر عن موقع “سبيد تيست غلوبال”.
وبلغ ترتيبها بسرعة الانترنت الثابت في المركز 173 عالمياً، وجاء بعدها كل من “الجزائر” في المركز 177 و”السودان” في المركز 178 و”اليمن” في المركز 180 على مستوى العالم.
كما استطاعت سوريا من حيث سرعة الانترنت على الهاتف المحمول أن تتفوق على السودان التي احتلت المركز 133 عالمياً، و”الصومال” الذي جاء في المركز 131 و “الجزائر” في المركز 124 و”ليبيا” في المركز 120.
وتصدرت الإمارات التصنيف العالمي والعربي من ناحية سرعة الإنترنت عبر الموبايل، وجاءت بعدها قطر في المركز الثالث عالمياً والثاني عربياً.
وتزعم حكومة النظام السوري أن “مشكلة الإنترنت هي مشكلة عالمية”، وسط وعود صادرة عن الشركة السورية للاتصالات بأنها “ستحل مشكلة بطء الإنترنت في سوريا قريباً”.
وقال مدير التسويق في الشركة السورية للاتصالات، “فراس البدين”، أن “مشكلة بطء الإنترنت ستحل قريباً بعد حل مشكلة الاختناقات، حيث يتم العمل حالياً على توسيع البوابة الدولية، وهي المشكلة الأكبر والمسبب الأساسي للاختناق”.
وتابع أن “هذه المشكلة ستحل قريباً بعد توسيعها، بالإضافة إلى معالجة الاختناقات الأخرى”، وفق صحيفة “الوطن” التابعة للنظام.
ويصف سكان مناطق سيطرة النظام هذه الوعود بالوعود “الكاذبة والوهمية”، معتبرين أنها تتكرر كل عام دون أي تطبيق أو تقدم حقيقي على الأرض.