قرار بمنع الصيد في سوريا لمدة عام

أصدرت وزارة الزراعة في حكومة النظام السوري، قراراً بمنع صيد “الطرائد” بكافة أنواعها لمدة سنة كاملة، بدءاً من 27 آذار/مارس 2022 حتى 27 آذار/ مارس من العام 2023.

واستثنى القرار الذي نشرته الوزارة على صفحتها في “فيسبوك” صيد الخنازير البرية خلال موسم الصيد بناءً على اقتراح المجلس الفرعي للصيد البري في المحافظة وموافقة المحافظ.

وقال مدير الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة، “أسامة حمود”، أن سبب اتخاذ القرار هو حماية الحياة البرية والطيور المهاجرة التي تتكاثر خارج سوريا، والتي تمر عبر البلاد، أو التي يكون موسم تكاثرها داخل سورية أو الطيور العابرة”.

وبيّن “حمود” أن “هذه الطيور تشكل نسبة 3 بالمئة من إجمالي الطيور العالمية”، موضحاً أن “القرار للحفاظ على الطيور وخاصة الأنواع المهدد بالانقراض”.

وزعم “حمود” أن القرار تم اتخاذه بعج أن نوهت كافة الجمعيات الأهلية لمسألة الصيد الجائر إضافة إلى وجود أنواع من الطيور مهددة بالانقراض.

وأشار مدير الإنتاج الحيواني في حكومة لنظام أن “هناك تعاونًا بين وزارة الزراعة مع وزارات الإدارة المحلية والدفاع والداخلية بهذا الشأن”.

وبيّن أن “هناك عقوبات للمخالف تبلغ قيمتها بين 200 لـ 500 ألف ليرة سورية (بين 75 حتى 120 دولار أميركي تقريباً)، والحبس بين 15 يوما و60 يوماً وفقاً للمخالفة المرتكبة”.

وتم استثناء الخنازير البرية لأنها تتكاثر بشكل سريع، وتشكل ضررا على الأراضي الزراعية، وفق حديثه على إذاعة “شام إف إم” المحلية.

الصيد الجائر والانقراض

تعرضت الكثير من الحيوانات السورية للانقراض عبر الزمن منها “النعامة السورية” و”الأسد الآسيوي” المشهور بمنطقة وادي الفرات، بالإضافة للدب السوري ذو اللون البني، والنمر والفهد الصياد.

وشهدت مناطق نهر الفرات والبادية وبعض المناطق الجبلية وسط سوريا، اختفاء قطعان الغزلان، والخنازير البرية، في ظل عدم اكتراث محلي أو قانوني وأهلي بهذه القضية.

ويتخذ بعض الصيادين من الصيد كمهنةً لهم، إذ يبيعون ما يحصلون عليه من طيور أو أرانب وحتى “خنازير برية” في بعض الأماكن.

ويذهب بعضهم برحلات صيد طويلة، تستمر لأيام إلى مناطق بعيدة ضمن البادية السورية يخيمون فيها، قبل تدهور الوضع الأمني في البلاد، للحصول على أنواع طيور وحيوانات نادرة تباع بعضها بملايين الليرات.

ومن بين هذه الحيوانات طير “الحر” وهو أحد أنواع الصقور المشهورة التي أصبحت نادرة الوجود ومن النادر مشاهدتها في سماء سوريا.

ويقوم الصيادون بملاحقة هذا الطير بسبب طبعه المتعالي الذي يميزه عن بقية أنواع الصقور، إذ يقوم بقتل نفسه في حال التقاطه حيًا بفخ أو شبكات صيد، ما لم يقوم الصياد بتغطية عينيه بقطعة قماشية، وتدريبه وترويضه، ويختلف سعره وفق لونه وعدد ريشه، حيث أن لكل ريشة من جوانحه لها اسم خاص.

الصيد للمتعة والتحنيط

ولا تنتهي تجارة “الصيد” عند بيع الحيوانات الحية أو المقتولة بقصد الغذاء، بل تأخذ مساراً آخر وهو “الجمالية”، عن طريق “تحنيطها” عبر مواد كيميائية.

ويعتبر أغلب الصيادين أن القطع المحنطة مصدر فخر ومباهاة بالنسبة لأصحابها، وخاصة إن كان حصل عليها عن طريق الصيد لا الشراء.

وبالرغم من ارتفاع تكاليف الصيد، لم يمتنع البعض عن ممارسة الـ”هواية” المثيرة للجدل، حتى يومنا هذا، ولاتزال صور مئات الطيور والحيوانات تنشر في مجموعات الصيد بشكل خطير خاصة أن بعضها من الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض كحيوان الغُرير الذي انتشرت له صورة مقتولا ومعلقا بالحبال.

كما أن “تحريم وتحليل” الصيد دينياً، كان موضوع جدلي بين أغلب الصيادين أنفسهم، وخاصة بالشأن المتعلق بالوقت والزمن وطريقة الصيد والغاية، إذ يحلل البعض الصيد لتناول الطعام ويحرمه من أجل الهواية.

يذكر أن أغلب المحميات الطبيعية في سوريا، تتعرض لانتهاكات متكررة من قبل الصيادين، مع اختفاء الرقابة عليها، كم أنه لا وجود لمناطق مخصصة للصيد وفق ضوابط وتراخيص، بالرغم من منح بعض الرخص سابقاً قبل عام 2011، لبعض الأجانب وسكان الخليج العربي للصيد ضمن المناطق السورية.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد