باحث في مركز أسبار: العودة الأميركية للشرق الأوسط كانت عبر قتل “القرشي”

اعتبر الكاتب والباحث الأكاديمي في مركز أسبار الشرق الأوسط، الدكتور جمال الشوفي، أن أولى خطوات العودة الأميركية للشرق الأوسط كانت مع عملية قتل زعيم تنظيم داعش “عبد الله القرشي”.

وقال الشوفي للاتحاد ميديا:” لم يكن مستغرباً عودة الولايات المتحدة الامريكية لملفات الشرق الأوسط، خاصة بعدما بدأت تفتر همة حكومة بايدن الجديدة في مساعيها بتقريب وجهات النظر مع روسيا حول سورية من خلال سياسة خطوة مقابل خطوة العام الفائت، وعدم جدية الروس فيها، حسب الملموس العملي والتصريحات الأمريكية، هذا عدا عن تطور الحدث الأوكراني الأخير.”

وأكد الشوفي أن:”أولى خطوات العودة الامريكية تلك بدأت مع الإعلان عن عملية “نوعية” حسب تصريحات بايدن، كان نتيجتها استهداف ومقتل خليفة البغدادي في تنظيم “داعش” “عبدالله القرشي”، في ادلب شمال غرب سورية بالقرب من الحدود التركية. 

محاربة الإرهاب البوابة الأوسع للعودة

ورأى الشوفي أن تصنيف بعض الفصائل السورية على قوائم الإرهاب كان أيضاً بوابة لعودة واشنطن للملف السوري قائلاً :” أفصحت الخارجية الأميركية، عن قائمة، صنفت عبرها عدداً من الفصائل على قوائم الإرهاب. بحيث تصبح أميركا قادرة على العودة مجدداً للملف السوري في محاربة الإرهاب، في منطقة شديدة الحساسية سياسياً بين تركيا وروسيا، يشوبها الاختلاط العام بين السوريين والأجانب، وبين التطرف والاعتدال”.

وأردف الشوفي:”في الجهة الأخرى، أتى تصنيف “التوحيد والجهاد” كمنظمة إرهابية في ادلب مثار جدل عام، حيث يعرف أن أعضاء هذه الكتيبة هم من الأوزبك والطاجيك شديدي العداء لروسيا، خاصة مع احتدام الصراع العالمي اليوم بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا وتهديدها السلم العالمي، ووقوف أمريكيا في الضد المباشر لها”.

تقليم أظافر روسيا

وأكد الشوفي أنه:” ليس من المستغرب أبداً أن تعمل الولايات المتحدة على خطوط متوازية في سياستها الدولية، والتي تتمرحل مؤشراتها بين المرحلي والآني والاستراتيجي” مضيفاً ” فإن كانت مواجهة روسيا في قلب أوروبا تمثل خطراً عالمياً كبيراً ينذر بحرب عالمية كبرى قد تصل لدمار عام، فإن مواجهتها في مناطق أخرى وعبر تقليص نفوذها في أماكن تواجدها، يستلزم عودة أمريكيا لملفات المنطقة برمتها بعد انسحابها شبه الكلي من الشرق الأوسط وخاصة سورية باستثناء قاعدة التنف الحدودية، وتأمين الحماية الجيوسياسية لمنطقة شرق الفرات”.

وأوضح أن:” قوائم التصنيف المحدثة عن الجماعات الإرهابية، تشير الى عودة أميركا للتواجد المباشر في المنطقة الشمالية الغربية السورية، سواء بشكل مباشر قريب أو من خلال تقوية الفصائل السورية على حساب غير السورية، وإيجاد نقاط نفوذ لها بالمنطقة بعد أن كانت قد أخلت رجلها منها كلية لصالح تركيا وروسيا وآليات تقاسمها النفوذ فيها”.

تقليص الدور الروسي في سوريا

ورأى الشوفي أن:”المؤشر الثاني الملموس في هذا التصنيف هو اقناع العالم أنها جادة في محاربة الارهاب في كل بقاع الأرض وذلك بغض النظر عن علاقتها التنافسية بروسيا، فيما يظهر ذات المؤشر منع استفراد روسيا بالملف السوري عسكرياً بعد سنوات عدة سابقة، وذلك إضافة لمنع استفرادها بالملف السوري سياسياً، خاصة في ملف محاربة الإرهاب”.

وأضاف أنه:”لا يمكن توقع الخطوات الأمريكية القادمة في الملف السوري بدقة، وملف محاربة الإرهاب بذات الشأن وخاصة المتعلق بالتوحيد والجهاد، بينما يمكن قراءة المشهد السوري المتحرك باتجاهات عدة تعيد خلط أوراقه مجدداً خاصة بعد احتدام المسألة الأوكرانية واستنفار أوروبا وحلف الناتو جميعه

وتابع الشوفي:”ما قد يؤشر لفتح مواقع جديدة لمحاور ونقاط صراع محددة في مناطق أخرى كسورية، يعاد فتح ملفاتها العسكرية مجدداً بعد كل التقارير الدولية التي تشير لايقافها الفترة الماضية”.

إدلب ساحة صراع متوقعة

وتوقع الشوفي أن تكون إدلب الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام ساحة الصراع الجديد قائلاً:”ادلب ذات الخليط السكاني والتداخل الكبير غير المتضحة ملامحه سوى بالاستقلالية عن سلطة النظام السوري وحمايته تركياً، هي ذات المنطقة التي من الممكن أن يشتد بها الحدث العسكري مجدداً”.

مضيفاً بأن الصراع هذه المرة سيكون مترافقاً مع “تداخلات دولية عدة خلاف مراتها السابقة المحددة بين روسيا وتركيا وأدوات كل منهما من السوريين. فان كانت ادلب لليوم منطقة اختلاط عامة وجب على سكانها بداية، وهم أدرى بشعابها وناسها”.

وأضاف الشوفي:” الإفصاح وبالتحديد الواضح عن هوية قاطنيها وتغليب هويتهم السورية الوطنية المعتدلة ومنع كل المحاولات التي تصفها بالتطرف، وهذا يستلزم عمل سياسي عميق لا مجرد إجراءات وقائية كتغيير أسماء بعض القادة في فصائلها، كما حاولت تحرير الشام بتغيير قائد التوحيد والجهاد الأوزبكي، الخطوة التي باتت مكشوفة ولم تغير في قواعد اللعبة هناك”.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد