عادت أزمة الغاز المنزلي إلى واجهة الأزمات المعيشية التي يعاني منها سكان مناطق سيطرة النظام، بعد اختفاء أسطوانات الغاز من السوق النظامي، وتأخر رسائل استلام المخصصات عبر “البطاقة الذكية” لأكثر من 3 أشهر.
وقال “سامر” الذي يعيش في مدينة حمص، أن “مخصصاته من الغاز المدعوم عبر البطاقة الذكية، لم يستلمها منذ أكثر من 3 أشهر، ولا يزال ينتظر دوره حتى الآن”.
وتابع “سامر” أن “الوقت المعتاد كان أقل من شهرين، حوالي 52 يوماً، لكن هذه المرة تجاوزت ال 90 يوم، دون معرفة السبب، وعند مراجعتي للمعتمد قال لي أنه لم يستلم دفعة غاز جديدة لتوزيعها منذ أكثر من شهرين”.
وأشار “سامر” أنه “يعتمد على شراء الغاز من السوق السوداء، لكن بأسعار مرتفعة جداً، حيث بلغ سعر الأسطوانة الواحدة، أكثر من 75 ألف ليرة سورية أي ما يعادل حوالي، 20 دولار”.
ولجأ “سامر” للاعتماد على مواد بديلة لاستخدامها بدلاً من الغاز في المطبخ، كالكحول الطبي لتسخين الماء والمشروبات، أو الكاز المخلوط بالبنزين لاستخدامه أثناء الطبخ، وهو ما يشكل خطورة كبيرة على مستخدميه بسبب اشتعاله بشكل سريع”.
ويتوفر الغاز المنزلي بالسوق السوداء بكميات كبيرة بالرغم من انقطاعه عند المعتمدين ومراكز الغاز النظامية، وسط اتهامات أهلية لحكومة النظام، بتوفير الغاز في السوق السوداء لبيعه بأسعار مضاعفة، عبر وسطاء وتجار يتعاملون معها.
أسعار الغاز في مناطق سيطرة النظام
في 3 كانون الثاني/ يناير، رفعت حكومة النظام السوري أسعار أسطوانات الغاز المنزلي والصناعي، حيث حددت وزارة التجارة الداخلية التابعة للنظام، أعلى سعر لمبيع أسطوانات الغاز المنزلي والصناعي (الحديد) الفارغة.
وحددت سعر أسطوانة الغاز المنزلي الفارغة التي سعتها 12.5 كيلوغراماً، بـ 116 ألف ليرة سورية (35 دولار تقريباُ)، وسعر أسطوانة الغاز الصناعي الفارغة التي تتراوح سعتها بين 16 إلى 20 كيلوغراماً، بـ175 ألف ليرة، (45 دولار تقريباً).
وأقرت وزارة التجارة الداخلية في حكومة النظام، في 24 من تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، سعر مبيع أسطوانة الغاز المنزلي غير المدعوم بـ 30 ألفاً و600 ليرة سورية، أي ما يعادل (8 دولار أميركي).
وسبق أن قدمت حكومة النظام السوري “وعوداً” بإنهاء أزمة الغاز خلال عام 2022، دون أي تقدم حقيقي أو تطبيق على أرض الواقع وفق ما يقول ناشطون.
وصرح رئيس حكومة النظام، “حسين عرنوس”، في 22 كانون الثاني/ديسمبر، في الجلسة الأخيرة من أعمال الدورة الخامسة لمجلس “الاتحاد العام لنقابات العمال”، أن أزمة الغاز المنزلي في سوريا ستنتهي خلال عام 2022”.
يذكر أن سعري النفط والغاز يستمران بالصعود، جراء تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد العالمي.