شهد موسم الشتاء الحالي انخفاضاً في مستوى الهطولات المطرية، ما أنبئ بانخفاض الإنتاج من محصولي القمح والشعير في مناطق شمال وشرقي سوريا، ورغم ذلك قال الدكتور “آلان رمو”، المختص في الزراعة، إن “الوقت لا يزال مبكراً لإعطاء التوقعات سواء كان الموسم جيداً أو ممتازاً أو ضعيفاً”.
وأشار الباحث الأكاديمي “رمو” في حديث “للاتحاد ميديا” أن “الأمطار الهاطلة خلال الأيام الثلاثة الماضية كانت بمثابة إنقاذ للمحاصيل الزراعية”.
ونوه “رمو” إلى أن “توقع المحاصيل الزراعية بانها جيدة أو ممتازة أو ضعيفة يتوقف على الهطولات المطرية التي ستأتي في شهر آذار/ مارس الجاري، وشهر نيسان/ أبريل، وبداية أيار/ مايو القادمين”.
موضحاً أن “محصول القمح يحتاج إلى هطولات مطرية متتالية في شهري آذار/ مارس ونيسان/ أبريل، وبداية أيار/ مايو، بينما محصول الشعير فيحتاج إلى هطولات مطرية متتالية في شهري آذار/ مارس، ونيسان/ أبريل”.
مشاكل زراعية أخرى
وأشار الدكتور “آلان رمو” إلى وجود مشاكل عدة يمكن أن تقف أمام زيادة الإنتاجية لمحصولي القمح والشعير، من أهمها “التغيرات المناخية الحاصلة والجفاف، وارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج الزراعي وأسعار الأسمدة والمبيدات، واستخدام بعض أنواع المبيدات والأسمدة غير الجيدة من قبل بعض المزارعين”.
ولفت الأكاديمي “رمو” إلى المشاكل التي تسببها بعض الأمراض التي تصيب محصولي القمح والشعير، ومنها مرض “الصدأ المخطط” (الأصفر)، مرض “التبقع السبتوري”، مرض “التفحم السائب”، ومرض “التفحم المغطى”.
أما الأمراض التي تصيب محصول الشعير فأهمها مرض “البياض الدقيقي”، مرض “التبقع الهلمنثوسبوري”، مرض “التبقع الألترناري”، و”سفع الشعير”، وغيرها من أمراض “التفحمات”.
ونوه “رمو” كذلك إلى بعض أنواع الحشرات التي تصيب محصول القمح ومن أهمها “حشرة السونة”، حشرة “المن”، “دودة الزرع”، حشرة “ماضغة بادرات الحبوب”، و”جعل الحبوب الشتوية”، بالإضافة إلى “انتشار أعشاب عريضة الأوراق في حقول القمح والشعير والتي تنافسهما على الماء والمواد الغذائية اللازمة لنمو وتطور هذين المحصولين”.
الغزو الروسي
وحول تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على احتياجات المنطقة من الحبوب، أشار الخبير الزراعي إلى أن “التأثير سيكون كبيراً على سوريا بشكل عام ومناطق شمال وشرقي سوريا بشكل خاص”.
وذكر أن “روسيا وأوكرانيا تساهمان بحدود 30% من صادرات القمح، و80% من صادرات زيت عباد الشمس، و19% من صادرات الذرة”.
ولفت إلى أن “أسعار القمح ارتفعت عالمياً بعد الحرب الروسية الأوكرانية بشكل جنوني وغير مسبوق، حيث ارتفعت بنسبة 70% على ما كانت عليه قبل الحرب، إذا تجاوز سعر الطن الواحد من القمح 485 دولاراً”.
وحول الحلول الممكنة لتخفيف الآثار على مناطق شمال وشرقي سوريا، دعا الدكتور “آلان رمو” إلى “دعم المزارعين بالمحروقات والأسمدة والمبيدات، وكافة مستلزمات الإنتاج وبأوقاتها المناسبة”، مضيفاً أن “الزراعة في المنطقة بحاجة إلى توفير الدعم الكافي للمزارعين من قبل المنظمات العاملة والسلطات المحلية في شمال وشرقي سوريا”.