اعتقلت “قوى الأمن الداخلي، عشرات المطلوبين والمشتبه بهم في “مخيم الهول” جنوب شرقي الحسكة، شمال شرقي سوريا، ذلك في “حملة أمنية” أطلقتها القوات في المخيم مع بداية الشهر الجاري.
وطالت الحملة جميع أقسام المخيم الذي يضم سوريين وعراقيين وأجانب من جنسيات مختلفة وعوائل تنظيم داعش من أطفال ونساء من اللذين قُتل أزواجهم أو معتقلون بمراكز الاحتجاز لدى قسد أو فرّوا من المنطقة، ذلك بمشاركة عناصر من “قوات سوريا الديمقراطية، وقوات مكافحة الإرهاب، بتنسيق ودعم من قوات التحالف الدولي.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط”، الاثنين، عن مصدر أمني بارز من إدارة المخيم، قوله إن عناصر الأمن الداخلي ألقوا القبض على مطلوبين ومشتبهين بتنفيذ عمليات “إرهابية” داخل المخيم، بعد مداهمة خيام، كما عثروا على أسلحة وذخائر وأنفاق وشبكات سرية، استخدمها عناصر وخلايا نائمة موالية لتنظيم “داعش”.
وكانت مصادر أمنية في “الهول”، كشفت في وقت سابق عن تلقي معلومات استخباراتية تفيد أن خلايا تنظيم “داعش” تعد لشن هجوم واسع بهدف السيطرة الكاملة على المخيم، على غرار هجوم سجن غويران في الحسكة الذي نفذه خلايا لداعش بتاريخ 20 كانون الثاني الماضي.
وفي سياق متصل، اعتقلت “قسد” 40 شخصاً بتهمة الانتماء إلى “داعش”، خلال حملة أمنية واسعة في بلدة الشدادي وريفها جنوبي الحسكة، نفذتها يومي الجمعة والسبت الماضيين، ونُقل المعتقلون عبر حافلات لأحد سجون قسد شمالاً.
وتتصاعد وتيرة الهجمات من خلايا تنظيم داعش في مخيم الهول على القوات الأمنية التي تحمي المخيم وعلى رؤساء الكومينات والمجالس من النازحين السوريين واللاجئين من مختلف الدول، إذ يعتبرهم “داعش” متعاونين مع الإدارة الذاتية، وتطال هجماتهم موظفي ومراكز المنظمات الانسانية العاملة في المخيم.
تنامي داعش وزيادة الهجمات
يُعتبر العام 2021 من أكثر الأعوام دموية في تاريخ مخيم الهول، حيث حدثت العديد من جرائم القتل وحرق الخيام ومحاولات الهروب وقتل أعضاء خلايا داعش على الرغم من عمليات قوى الأمن الداخلي للسيطرة عليه.
و وصفت صحيفة “الإندبندنت” الوضع في مخيم الهول في تحقيق استقصائي منشور بتاريخ 12 نوفمبر 2021 بعنوان “داخل مخيم الهول: أكثر الأماكن دموية على وجه الأرض”، وذلك من حيث عدد جرائم القتل مقارنةً بكراكاس في فنزويلا، العاصمة الأكثر دموية في العالم.
انطلقت عملية أمنية واسعة النطاق في 28 مارس 2021، لمدة 10 أيام. تضمنت تمشيط قطاعات المخيم الثمانية بالكامل، وأسفرت العمليات الأمنية عن اعتقال (158) شخصا من خلايا داعش في المخيم بين عراقيين وسوريين.
رغم كل هذا فقد زادت عمليات القتل أكثر من العامين الماضيين، بحسب إحصاءات إدارة المخيم وقوى الأمن.
وشهد المخيم خلال عام 2021 مقتل (128) شخصاً معظمهم كانوا لاجئين عراقيين ونازحين سوريين قُتلوا بأسلحة وأدوات حادة أو فصلت رؤوسهم عن أجسادهم أو خنقاً حتى الموت، بينهم (3) أطفال و(19) امرأة، كما وقعت (41) محاولة قتل أدت إلى إصابة المستهدفين، كذلك وقعت (13) حالة حرق عمداً، واتهمت قوى الأمن خلايا موالية لتنظيم داعش بالوقوف وراء هذه الهجمات.
ويضم مخيم الهول نحو 56 ألف شخص، منهم قسم خاص للمهاجرات وهن من نساء التنظيم من جنسيات أجنبية، وتقدر العوائل بنحو 15300، بينهم 2423 من عائلات عناصر تنظيم داعش المنحدرين من نحو 60 دولة.