انخفضت أسعار “المزارع” في محافظة حماة بشكل ملحوظ، بالرغم من اقتراب فصل الربيع الذي تتحرك فيه عمليات البيع والشراء للأراضي الزراعية والمزارع، التي تعتبر بمثابة منتزهات للأهالي.
وقال “صهيب” وهو أحد أصحاب المكاتب العقارية لـ”الاتحاد ميديا” أن “انخفاض سعر المزارع سببه عروض البيع الكثيرة ضمن السوق، وبأسعار رخيصة جداً”.
وتابع “صهيب” قائلاً “بعض العروض خيالية، وهي أرخص من سعر التكلفة بكثير، في حال تم إنشاء المزرعة ضمن هذا الوقت”.
وأضاف صاحب المكتب العقاري أن “أغلب هذه العروض سببها رغبة البائع بالسفر بعد تدني الظروف الاقتصادية بالبلد واستمرار مشكلة الخدمة الإلزامية بوجه الشباب، فيضطر صاحب العقار لبيع رزقه بسعر رخيص للنجاة”.
ويقول “أبو سميح” وهو أحد ملاك الأرضي الزراعية في بلدة طيبة الأمام لـ”الاتحاد ميديا” أن “موسم الأمطار هذا العام كان جيداً للغاية، وبالرغم من ذلك فأسعار الأراضي استمرت بالهبوط”.
أما عن سبب انخفاض الأراضي الزراعية (الجرداء والشجرية) فيشرح “أبو سميح” قائلاً “زراعة الحنطة والقمح والشعير أصبحت غير مربحة وخاصة أن الحكومة تقوم بشرائها بسعر لا يتناسب مع التكاليف التي تشهد ارتفاعاً مستمراً”.
ويضيف “أبو سميح” أن “أجور الحصاد والآليات وأكياس التعبئة أصبحت بالملايين، ولا تقوم حكومة النظام السوري بتوفيرها، بل ترميها على كاهل المزارع، فلذلك أصبحت تعتبر من التجارات الخاسرة وقرر أصحاب الأراضي بيعها”.
ويشير المزارع “أبو سميح” إلى أن “الأراضي المزروعة بأشجار مثمرة أو كروم العنب والزيتون، حالها كحال الأرضي البور، حيث أصبحت تكاليف الإنتاج مرتفعة، وتخضع المواسم لجمركة موسمية، من قبل حواجز النظام السوري”.
ويؤكد “أبو سميح” على أن “العشرات من المزارعين وأصحاب أراضي الزيتون دفعوا إتاوات مالية عن مواسم عصر الزيتون للفرقة الرابعة التي وضعت دوريات أمنية وعناصر يتبعون لها، أمام المعاصر في المنطقة لأخذ جزء من الزيت أو المال من المزارعين”.
مواسم قليلة ومتأخرة
انخفاض كمية الإنتاج وسوء المواسم كان من أبرز أسباب بيع الأراضي الزراعية وانخفاض ثمنها، إذ قالت الأمم المتحدة في شهر ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، أنّ “إنتاج سوريا من القمح وصل إلى أدنى مستوى له منذ 50 عاماً، لأسباب متنوعة وهي الجفاف وزيادة تكاليف الزراعة وتدهور الأوضاع الاقتصادية في سوريا”.
وأظهر التقرير السنوي لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO) إحصائيات عن إنتاج الغذاء في سوريا، ولاحظ الخبراء المعدّين للتقرير انخفاض الإنتاج في جميع القطاعات الزراعية في سوريا خلال عام 2021.
وكشف التقرير الصادر عن الأمم المتحدة أنّ القطاع الزراعي في سوريا عانى بشكل كبير من الجفاف، حيث شهد الصيف الماضي موجة جفاف قاسية، تسببت في جفاف الأنهار، كما كان هطول الأمطار أقل بكثير من المستوى المطلوب.
وذكرت منظمة FAO أنّ درجات الحرارة في سوريا كانت مرتفعة لدرجة كبيرة أثناء النهار، أما في الليل فقد سيطر الصقيع على الطقس، الأمر الذي أثّر بشكل كبير على المحاصيل الزراعية.
وخلال العام الماضي، عانى قطاع إنتاج الحبوب مثل القمح والشعير، اللذان يُعتبران مواد غذائية أساسية للطبقة الفقيرة في سوريا.
إلى ذلك، أعلن النظام السوري أن الزراعات البعلية في مناطق سيطرته تراجعت هذا العام بسبب تأخر موسم الشتاء الحالي، مبيناً أن المساحات المزروعة هذا العام أقل من العام الماضي.
وصرح رئيس مكتب الشؤون الزراعية في الاتحاد العام للفلاحين التابع للنظام، “محمد الخليف”، أن نمو النباتات حالياً سيتأخر بسبب موجات الصقيع الحالية التي تتعرض لها البلاد، وفق صحيفة الوطن التابعة للنظام السوري
وتابع “الخليف” أن التأخير سيتضمن كافة المحاصيل الزراعية بما فيها الزراعات المحمية والمحاصيل الاستراتيجية كالقمح التي تتأثر بشكل أكبر من جهة النمو عن غيرها من المحاصيل الأخرى”.