فورين بوليسي: مع تشتت انتباه بوتين في أوكرانيا.. الأسد سيصبح ضعيفاً

أدى الغزو الروسي لأوكرانيا، والانهيار في العلاقات الدبلوماسية بين روسيا ودول أوروبا إلى قتل ما يسمى “الحلول الدبلوماسية في سوريا”، وذلك بحسب تقرير صادر عن صحيفة “فورين بوليسي” اليوم.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ الحرب الروسية على أوكرانيا ستؤدي إلى خلق أزمة إنسانية في سوريا ستكون أكبر مما شهدته سوريا خلال السنوات الـ 11 الماضية، “وفي الوقت الذي يركز فيه العالم على المعاناة في أوكرانيا، يتجاهلون انهيار سوريا”.

ولفتت “فورين بوليسي” إلى “ضرورة قيام المجتمع الدولي بتغيير شامل في النهج الذي يتبعه تجاه سوريا، وإعطاء أولوية لاستخدام استراتيجيات تساعد الشعب السوري، وتساعد على تحقيق الاستقرار في سوريا، وتعيد بناء المناطق غير الواقعة تحت سيطرة النظام السوري”.

يسيطر نظام الأسد حالياً على ما يقرب من ثلثي سوريا، وتشهد المناطق الواقعة تحت سيطرته عدم استقرار بسبب الانهيار الاقتصادي الحاد، وازدياد الجرائم، بحسب التقرير، كما تسيطر المعارضة والقوات الإسلامية على الشمال الغربي وقوات سوريا الديمقراطية في الشمال الشرقي.

التأثير القاتل للغزو الروسي على العملية السياسية في سوريا

شكّل الغزو الروسي لأوكرانيا “تهديداً كبيراً على آلية عمل الأمم المتحدة التي تسمح بإيصال المساعدات عبر الحدود إلى ما يقرب من 4 ملايين مدنياً في شمال غرب سوريا”، بحسب تقرير “فورين بوليسي”.

وأدى الغزو الروسي إلى “نقص في كمية الغذاء اللازم لإطعام 2.4 مليون مدنياً في سوريا بنسبة 75 إلى 80%، فهم يعتمدون بشكل كامل على المساعدات الغذائية، الأمر الذي يعني نزوحاً جماعياً أكبر للاجئين السوريين من هذه المناطق”، بحسب التقرير.

بالإضافة إلى المساعدات عبر الحدود، “تواجه سوريا الآن مجاعة بسبب عدم توافر القمح، الذي يعتبر المنتج الغذائي الأكثر حيوية لإطعام السكان، ونتيجة لحالات الجفاف المتتالية، سيكون الناتج المحلي من القمح قليلاً جداً، أي أنّ سوريا ستحتاج إلى استيراد القمح من روسيا، وهو أمر شبه مستحيل الآن”.

وأشار التقرير إلى أنّ ” جهود برنامج الغذاء العالمي لتزويد سوريا بالقمح سيكون مصيرها الفشل، وذلك لأن مصدرها الأساسي هو أوكرانيا التي أوقفت جميع الصادرات”.

ولفت التقرير النظر إلى أنّ “نظام الأسد تمكن من النجاة بمساعدة روسية كبيرة، ولكنّه يقف الآن على أنقاض دولة، نظامه وأجهزته الأمنية لن تسمح بعودة اللاجئين إلى بلدهم، وسيُؤدي الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تفاقم التحديات الاقتصادية والإنسانية المدمرة في سوريا، ومع تشتت انتباه روسيا سيصبح الأسد ضعيفاً للغاية”.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد