دعا رجل الأعمال البارز في أربيل، بإقليم كُردستان العراق باز البرزنجي، الذي تعرض منزله إلى القصف، من الصواريخ الباليستية الإيرانية، دعا سفير طهران لدى بغداد إلى زيارة منزله والاطلاع عن كثب على الأضرار.
ووصل وفد من البرلمان العراقي، برئاسة نائب رئيس البرلمان، الثلاثاء، إلى أربيل للتحقق من الأهداف التي ضربتها إيران، فجر الأحد.
وجاءت دعوة البرزنجي خلال لقائه بالوفد البرلماني الذي ترأسه نائب رئيس مجلس النواب، حاكم الزاملي، وهو ثاني وفد يزور أربيل بعد الهجوم.
وفي ساعات مبكرة من فجر الأحد، تعرض الجانب الشمالي من مدينة أربيل إلى هجوم بـ 12 صاروخاً باليستياً بعيدة المدى، تبناه لاحقاً قوات الحرس الثوري الإيراني، وقالت إنها استهدفت مركزاً متقدماً لإسرائيل.
والهدف من دعوة البرزنجي هو التأكد بأن هذا المنزل يعود لأسرة عراقية وليست قاعدة إسرائيلية، كما تقول إيران.
وأمس الاثنين، أجرى رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، حزمة لقاءات مع قيادات أربيل وأطلع على المواقع التي استهدفتها الصواريخ.
وقال البرزنجي “لحسن الحظ لم تكن الأسرة تتواجد في المنزل أثناء استهدافه بشكل مباشر بـتسعة صواريخ عابرة للقارات”. وأضاف “اريد أن توصل اللجنة البرلمانية طلباً إلى السفير الإيراني لدى بغداد بأن يزور أربيل ويشكل لجنة دبلوماسية تتطلع على المنزل”.
ومن جانبه قال الزاملي خلال المؤتمر إن “البرلمان يرفض مثل هكذا هجمات تستهدف الأراضي العراقية.
وأوضح أن هناك تحالفاً رباعياً بين العراق وايران وروسيا وسوريا وهذا التحالف يتبادل المعلومات الاستخبارية والعسكرية، وكان ينبغي التأكد من معلومات هذا الحلف قبل الإقدام على هذا القصف”.
كما شدد نائب رئيس البرلمان على رفضه أن تكون البلاد ساحة للصراعات، أو مصدر تهديد وخطر لدول الجوار التي يجب عليها “احترام سيادة العراق”.
الحرس الثوري يتبنى الهجوم
وتبنى الحرس الثوري الإيراني الهجوم الذي استهدف مبنى القنصلية الأميركية الجديد في أربيل عبر بيان نشره على موقعه قائلاً أن الهجوم استهدف “المركز الاستراتيجي للتآمر والأعمال الخبيثة للصهاينة تم استهدافه بالصواريخ القوية والدقيقة لحرس الثورة الإسلامية”.
وهدد الحرس الثوري في بيانه أن أي “تكرار لاعتداءات إسرائيل سيقابل بردٍ قاسٍ وحاسم ومدمر”.
وجاء هجوم أربيل، بعد أيام من من إعلان الحرس الثوري الإيراني مقتل اثنين من ضباطه بقصف إسرائيلي استهدف مواقع قرب العاصمة السورية دمشق.
إدانات هجوم أربيل
أدان رئيس إقليم كردستان العراق “نيجرفان بارزاني” الهجوم الصاروخي الذي استهدف “أهالي وأمن واستقرار أربيل عاصمة إقليم كردستان”، واصفاَ الهجوم بـ “الجبان والوحشي”.
وأشار رئيس الإقليم في بيان له أن “استهداف أربيل سابقة خطيرة بهذه الصورة “سابقة خطيرة وانتهاك صارخ لأمن واستقرار وسيادة العراق، ولن تكون له نتائج غير تعقيد الوضع وإلحاق الضرر بحاضر ومستقبل كل العراق”.
وطالب “بارزاني” الحكومة العراقية والمجتمع الدولي بـ “الوقوف بجد على هذه الاعتداءات وبذل كل الجهود كي لا يسمح مرة أخرى بانتهاك سيادة واستقرار البلد وأمن وأمان مواطنيه”.
ولفت “بارزاني” في بيانه إلى عدم وجود خسائر بشرية، ومعبراً عن تعاطفه مع “مواطني أربيل الأحبة”، مضيفاً أن “مواجهة التحديات والتهديدات والأخطار، تستدعي من كل أطراف كردستان ومكوناتها التلاحم ووحدة الصف ولم الشمل”.
ودعت بعثة الأمم المتحدة في العراق “يونامي” إلى “محاسبة مرتكبي هذا الهجوم الجبان”، وأدانت “بشدة لهجمات الصاروخية الشنيعة على أربيل”.
واعتبر رئيس الوزراء العراقي “مصطفى الكاظمي” استهداف مدينة أربيل هو “تعدٍ على أمن شعبنا”، مشيراً، في تغريدة على “تويتر”، إلى أنه “تابع تطورات الموقف مع رئيس حكومة إقليم كردستان”، وأن القوات الأمنية “ستحقق في هذا الهجوم”.
ووصف رئيس حكومة إقليم كردستان “مسرور بارزاني” الهجوم بـ “الإرهابي”، مضيفاً أن “أربيل لن تنحني للجبناء”، وطالب “بارزاني” الأهالي بـ “الالتزام بتعليمات الأجهزة الأمنية”.
وعبر زعيم التيار الصدري “مقتدى الصدر” عن تعاطفه ودعمه للكرد عبر تغريدة له على موقع “تويتر”، واصفاً إياهم بـ “رئة العراق وجزئه الذي لا يتجزأ”.
هجوم أربيل
وأُطلق 12 صاروخاً باليستياً بعيد المدى فجر الأحد عند الساعة الواحدة من خارج الحدود العراقية من جهة الشرق، وفق ما نشرت وزارة الداخلية في إقليم كردستان.
وأضافت الوزارة في بيان أصدرته اليوم الأحد أن:” الصواريخ استهدفت المبنى الجديد للقنصلية الأميركية في أربيل، والمناطق السكنية القريبة من مبنى قناة Kurdistan 24 ومحيطها”.
وأشار البيان إلى أن “الخسائر البشرية اقتصرت على إصابة مدني واحد بجروح طفيفة”، إلى جانب أضرارمادية في المباني والمنازل في المنطقة”.
وأضاف البيان:” مؤسسات الشرطة والأسايش بدأت بالتحقيقات حول الهجوم وستعلن النتائج على الرأي العام لاحقاً”.