خمسة أسباب تجعل الحرب في أوكرانيا ضربة قوية لنظام الغذاء العالمي

 أدت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وهما من القوى المنتجة للغذاء عالمياً، إلى ارتفاع أسعار الحبوب مثل القمح ، وتتسابق الحكومات الأوروبية الآن من أجل تحقيق الاستقرار في الأسواق بعد هذه الحرب.

وأشار تقرير صادر عن صحيفة Politico الأميركية اليوم إلى أنّ “المستهلكين في العالم سيلاحظون ارتفاع كبير في أسعار السلع الرئيسية مثل زيت عباد الشمس، وستكون معاناة البلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أكبر، لأنها تعاني سابقاً من الجفاف، والآن ستعاني من ارتفاع في أسعار المواد الأساسية مثل الخبز”.

ولفتت صحيفة Politico النظر  إلى خمسة تأثيرات للأزمة بين روسيا وأوكرانيا على نظام الغذاء العالمي.

ارتفاع أسعار المواد الغذائية

تُعتبر أوكرانيا مُصدِّر ضخم لسلع أساسية مثل القمح والذرة وزيت عباد الشمس ، لكن الغزو الروسي لأوكرانيا يعني أن جميع الصادرات قد توقفت لأن السفن الأوكرانية لن تستطيع مغادرة موانئ البحر الأسود.

وبحسب تقرير Politico  سيكون “لهذا تأثير كبير على العالم ، حيث ارتفعت أسعار الحبوب والبذور الزيتية إلى مستويات قياسية، ويشعر المتداولون بالقلق بشأن المدة التي سيستمر فيها هذا الأمر”.

وقال الأستاذ المساعد في كلية كييف للاقتصاد أوليج نيفيفسكي ، لـ Politico: “في أسوأ السيناريوهات ، لن يكون هناك تصدير من أوكرانيا من البذور والزيت لبضع سنوات”.

وعلى الرغم من حرص السياسيين على القول بأنه لا يوجد نقص وشيك في الغذاء في أوروبا ، “إلا أنّ أوكرانيا هي رابع أكبر مزود خارجي للغذاء في الاتحاد الأوروبي، حيث تحصل بلدان الاتحاد الأوروبي على أكثر من نصف وارداتها من الذرة وعلى خمس واردات القمح وربع واردات الزيت النباتي من أوكرانيا”، بحسب Politico .

مخاوف من حدوث مجاعة في العالم

 أثار الارتفاع الصاروخي في أسعار الحبوب مخاوف أوسع من أن الملايين من أفقر الناس في العالم سيكافحون للحصول على لقمة العيش.

وأشار تقرير Politico إلى “وجود العديد من الدول  التي تعتمد بشكل كبير على أوكرانيا وروسيا ، مثل مصر وتونس والجزائر والمغرب ولبنان وتركيا، حيث تحصل الجزائر على 48 في المائة من واردات القمح لديها من أوكرانيا”.

و”يشكل  القمح في أوكرانيا 29 في المائة من صادرات القمح العالمية، والخبز هو غذاء أساسي في العديد من البلدان الفقيرة التي تزودها أوكرانيا بالقمح، وغياب القمح يعني غياب الخبز وحدوث مجاعة عالمية”.

ويبدو أنّ روسيا لن تشعر بهذا الارتفاع، حيث” سيؤثر ارتفاع أسعار المواد الغذائية على مستوى العالم على البلدان الفقيرة والأقل أماناً غذائياً، من بنغلاديش ومدغشقر إلى اليمن”.

وقال جوردان كوكس ، مسؤول  الاتصالات في برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة: ” نضع قائمة لمشترياتنا لأشهر قادمة، علينا البحث عن سبل لحل ارتفاع الأسعار، وارتفاع تكاليف النقل”.

وكان كوكس قد وصف سابقاً “عام 2022 بأنّه عام الجوع الكارثي”.

 فرض قيود وحواجز تجارية

أشار تقرير Politico  إلى أنّ “السياسيين الذين لن يتمكنوا من إطعام سكانهم سيشعرون بالقلق، وسيقومون بإغلاق الحدود وإيقاف التصدير، وتخزين الطعام”.

لذا اجتمع وزراء مجموعة السبع الأسبوع الماضي لإرسال رسالة عاجلة حول أهمية “عدم فرض حواجز تجارية في وقت يشهد اضطرابات شديدة في السوق”.

وعلى الرغم من ذلك الاجتماع “فرضت المجر قيوداً إضافية على صادرات الحبوب، وقوبلت هذه الخطوة بإدانة شديدة من المفوضية الأوروبية، وفي الوقت نفسه ، فرضت تركيا والأرجنتين وصربيا حظراً على التصدير أو هددت بفرض الحظر”، بحسب تقرير Politico.

تحطم أحلام أوروبا حول قطاع الزراعة

تراجعت أوروبا عن كثير من طموحاتها المتعلقة بالزراعة النظيفة، وتأثيرها على المناخ والبيئة بعد الحرب في أوكرانيا، “لأنّ قلة محصول الذرة من أوكرانيا تعني علفاً أقل للحيوانات في أوروبا هذا العام، وتعني ارتفاع أسعار علف الحيوانات الوارد إلى مزارعي أوروبا، غير القادرين على تغطية نفقاتهم”، بحسب تقرير Politico.

وأدت المخاوف من نقص الأعلاف الذي يلوح في الأفق إلى “إعادة التفكير بالكامل في خطط الاستدامة التي وضعها الاتحاد الأوروبي لقطاع الزراعة، وتدرس المفوضية الأوروبية الآن اقتراحاً بتخصيص جزء من الأراضي الزراعي لزراعة الأعلاف الحيوانية”، وفق Politico.

انقطاع زيت عباد الشمس

لفت تقرير Politico إلى أنّ “الاتحاد الأوروبي يستورد نصف إنتاج أوكرانيا من زيت عباد الشمس، والذي يُستخدم لطهي كل شيء ابتداءً من الأطعمة المخبوزة والمعلبة والمُعدَّة مسبقًا ، إلى الحساء وغيرها،  كما أنه يستخدم على نطاق واسع في منتجات الحلويات وهو مكون يصعب استبداله في أغذية الأطفال”.

وقالت ناتالي ليكوك ، المديرة العامة لـ FEDIOL ، الرابطة الشاملة لمصافي الزيوت النباتية في الاتحاد الأوروبي التي تزود صناعات المواد الغذائية بالزيت لـ Politico: “من الواضح أن ذلك سيؤدي إلى انقطاع الإمدادات لأننا نعتمد على الإمدادات المنتظمة من زيت بذور عباد الشمس الأوكراني إلى أوروبا، ونحن قلقون جداً من هذا الأمر”.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد