منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا، وإعلان بوتين وضع قوات الردع النووي في حالة استعداد وتأهب، عادت مخاوف الحرب النووية للظهور مجدداً، مثيرةً قلق مئات الملايين من البشر حول العالم.
ويقول مراقبون أن “اندلاع أي حرب نووية في العالم سينهي البشرية بكل تأكيد، بسبب عدد وقوة الرؤوس النووية المنتشرة ضمن مختلف مناطق الكرة الأرضية لدول خصوم وأعداء”.
ويفكر الناس أين من الممكن أن توجد أماكن أقل ضرراً بالإشعاع النووي أو مقرات ومخابئ يستطيعون الاحتماء بها حتى زوال آثار الانفجارات المدمرة.
واستطاع الروس أن يكونوا سباقين في بناء مقرات ومخابئ سرية، مليئة بكل الحاجيات التي قد تطلبها عملية الاختباء، وفق تقارير إعلامية.
وتنتشر في موسكو عشرات المخابئ من أيام الحرب الباردة، لكن لا تعتبر جميعها مناسبة وجيدة للاحتماء في حالة وقوع هجوم نووي، وفق موقع “National Interest”.
وقالت وزارة الطوارئ الروسية، سابقاً، أنه “في حالة وقوع هجوم نووي على موسكو، فسوف تكون هناك مساحة في مرافق تحت الأرض لجميع السكان”.
وتصنف مقرات الحماية النووية والملاجئ في موسكو، إلى أربعة أصناف، وهي ملاجئ الطابق السفلي، والمستوى الأول من أنفاق “المترو” والمستوى الثاني من أنفاق “المترو 2” والمخبأ الكروي الشكل.
ويعتبر أول اثنان منهما مخصصان لأغراض الدفاع المدني، أما الاثنان الآخران فهما لخدمة الجيش والوكالات الحكومية.
ويعتبر المشروع الدفاعي، “مترو موسكو”، من أشهر المخابئ النووية الروسية، حيث يتميز بعمقه وبالتعزيزات ضمن جدران الأنفاق والأبواب المصممة لمقاومة ضغط الانفجارات الكبيرة.
الملاجئ الأميركية
لم تكن الإدارة الأميركية ببعيدة عن سباق التحصين وبناء الملاجئ النووية، حيث نشرت صحيفة The Daily Mail البريطانية عدداً من تلك المواقع والغرف المحصنة.
وباشرت الإدارة الأميركية تطوير هذه الملاجئ لأول مرة في عهد الرئيس الأميركي ترومان، منذ أن بدأت أميركا بتطوير الأسلحة النووية، وزادت من نشاطها في البناء خلال الحرب الباردة.
وتتواجد تلك الملاجئ ضمن مخابئ سرية تحت الأرض، في فرجينيا، وويست فرجينيا، وبنسلفانيا، وقامت ببناء أنظمة اتصال محصنة ضد الأسلحة النووية في منطقة واشنطن، وذلك حتى يتمكن البيت الأبيض الذي يقوم على ملجأ أيضاً ضد الهجمات النووية، من الوصول إلى الناجين الآخرين من الشخصيات البارزة والقيادية.
ويوجد في أميركا موقع محصن ضد النووي مشهور باسم “ماونت بوني”، الذي تحول لمنشأة مهمتها حفظ الملفات المسموعة والمرئية، ويستخدم الموقع حالياً كمخزن تحت الأرض لهذه المجموعات الصوتية والمرئية السرية.
وبنت الإدارة الأميركية العشرات من الملاجئ النووية بمختلف أراضيها، بعضها معلوم الموقع وبعضها الآخر غير معروف حتى الآن، وأغلبها مخصصة للمسؤولين والأغنياء والقيادات البارزة.
ماذا عن المدنيين حول العالم؟
توجد عدة أماكن قد تفيد الفقراء والمدنيين بتعزيز فرص نجاتهم في حال اندلاع حرب عالمية نووية، في حال امتلكوا الوقت أو القدرة على التنقل.
حيث ينصح الخبراء والعلماء بعدة مواقع أبرزها بقارة أنتاركتيكا (القطبية الجنوبية)، حيث كانت موقع أول اتفاق للأسلحة النووية في العالم عام 1959، فقد حظرت المعاهدة التي تحمل اسمها، تفجير جميع أنواع الأسلحة النووية.
ويجد الخبراء أن مدينة بيرث الأسترالية مدينة مناسبة للاختباء، أيضاً لبعدها عن الصدامات الدولية.
وتعتبر الجزيرة الجنوبية من نيوزيلندا، وجزيرة “إيستر” في جنوب المحيط الهادئ، من الأماكن الآمنة أيضاً، وفقاً لخبراء.
وتشمل المناطق “المناسبة للمدنيين”، أرخبيل كيريباتي أو جزر مارشال، حيث تعتبر هذه الجزر مناطق نائية يحيط بها 750000 ميل مربع من مياه المحيط.
ودفعت المخاوف من حرب نووية باهتمام الملايين من البشر حول العالم للسؤال عن إمكانية تشييد مخابئ وملاجئ خاصة بهم، وفق ما قال “جوليو كافيتشيولي”، صاحب أحد أكبر الشركات المتخصصة في الإنشاءات العسكرية.