حذرت لجنة الإنقاذ الدولية، من أن الاحتياجات الإنسانية للسوريين تستمر في بلوغ مستويات قياسية بعد 11 عاماً من النزاع، وأن تفاقم الصراع والنزوح على مدى أكثر من عقد، جعل الملايين من السوريين الضعفاء يكافحون للبقاء.
ويستمر ارتفاع أسعار مختلف السلع الغذائية أضعاف مضاعفة، إذ بلغ سعر ربطة الخبز (السياحي) 1500 ليرة، وليتر الزيت النباتي تجاوز ال 10 آلاف ليرة، في حين يتقاضى الموظف في مؤسسات النظام راتباً لا يتجاوز ال 60 دولار أميركي كحد أقصى.
ولفتت اللجنة إلى أنه”في جميع أنحاء البلد الذي مزقته الحرب، يواجه أكثر من 60% من السكان السوريين (12 مليون شخص) الجوع، ويتساءلون عن كيفية توفير الطعام لأسرهم”.
ويعيش نحو 3 ملايين سوري في خيم ضمن مخيمات منتشرة في مناطق سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها شمال وغرب البلاد ومناطق الإدارة الذاتية شمال وشرق البلاد، ويعيشون على المساعدات المقدمة من المنظمات الإنسانية.
وأضافت لجنة الإنقاذ الدولية “وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن متوسط إنفاق الأسرة في سوريا يتجاوز الآن الدخل المتاح بنسبة تصل إلى 50%. ونظراً لانعدام الوصول الكافي إلى سبل العيش أو المساعدة الإنسانية، يلجأ العديد من السوريين إلى طرق متطرفة للتأقلم من أجل البقاء”.
وبحسب بيانات المنظمات الإنسانية العاملة في مناطق شمال شرقي سوريا، أن غالبية الأطفال الذين غادروا المدارس وتوجهوا للأعمال المجهدة من البناء والعمل في المناطق الصناعية لإصلاح الآليات والرعي والزراعة، بسبب الحاجة المادية ولإعالة أُسرهم، سيما وأن النسبة الكبيرة من هؤلاء الأطفال فقدوا والدهم (المُعيل) بسبب المعارك.
وقالت مديرة مكتب اللجنة في سوريا تانيا إيفانز “الوضع يائس بشكل خاص للنساء والفتيات، حيث أخبرنا 1 من كل 4 مشاركين أنه من الشائع أيضاً أن يلجأ أفراد مجتمعهم إلى الزواج المبكر كوسيلة للتعامل مع الفقر المتزايد”.
إلى جانب الأطفال، النساء والفتيات القاصرات أيضا يعملن في مختلف الأعمال المُتعبة كتحميل البضائع في الآليات والعمل في الزراعة والرعي، في محاولة منهن لسد جزء يسير من حاجات أُسرهم بعد تدهور قيمة الليرة السورية.
وأشارت اللجنة إلى أن 46% من المشاركين في استطلاع أجرته اللجنة حديثاً في شمال غرب سوريا، أجابوا أنه من الشائع الآن أن يترك الأطفال المدرسة للعمل وإعالة أسرهم.