رايتس ووتش: الدنمارك تفرق في التعامل بين اللاجئين السوريين والأوكرانيين

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، أن الحكومة الدنماركية، تفرق في التعامل مع اللاجئين السوريين واللاجئين الأوكرانيين.

وقالت الباحثة في قسم حقوق اللاجئين والمهاجرين في المنظمة، نادية هاردمان أنه:” بعد وقت قصير من غزو روسيا الأخير لأوكرانيا، ورد أن دائرة الهجرة الدانماركية طلبت من 98 بلدية تقييم قدرتها على استقبال لاجئين أوكرانيين. كانت الدائرة نفسهاقد بدأت مؤخرا سحب الإقامة من اللاجئين السوريين، في محاولة منها لإجبارهم على العودة إلى سوريا، مؤكدة أن بعض الأماكن هناك أصبحت آمنة”.

وتابعت هادمان في المقال الذي ناقشت فيه الفرق في التعامل مع اللاجئين السوريين والأوكرانيين، ونشر على موقع منظمة هيومن رايتس وتش:”  الأسبوع الماضي، شاركتُ في مؤتمر صحفي في كوبنهاغن لأبيّن أن نزع الحماية المؤقتة عن اللاجئين السوريين الآتين من دمشف أو ريف دمشق هو قرار خاطئ”.

وأصافت هاردمان” عرضنا نتائج هيومن رايتس ووتش الأخيرةالتي تظهر كيف لا يزال السوريون يواجهون الخطر ويعيشون في بلد مدمّر، وأحد أسباب ذلك هو القوات الروسية نفسها التي ترتكب اليوم انتهاكات للقانون الإنساني الدولي في أوكرانيا”.

وأكدت هاردمان أن:” المفارقة بارزة جدا. في السنوات القليلة الماضية، كانت الدنمارك في طليعة الدول الأوروبية في سن قوانين سياسات خبيثة تمنع الأفراد من طلب اللجوء. وأعلنت أن سياستها لا تسمح باللجوء إطلاقاً”

وأضافت هاردمان:” وعلى رأس هذه السياسات ما يُعرف بـ”قانون المجوهرات”، الذي يسمح للحكومة بمصادرة ممتلكات طالبين اللجوء، بما فيها مجوهراتهم، لتمويل إقامتهم. أوضحت الحكومة الدنماركية أن اللاجئين الأوكرانيين سيعفون من هذا القانون”

وأشارت هاردمان إلى:” تحول مارسته دول أخرى عزت الحكومة سياسة الباب المفتوح في وجه الأوكرانيين إلى كون الحرب قريبة وأن أوكرانيا “جارة أوروبية”.

ووصفت هاردمان المعاملة الدنماركية للاجئين الأوكرانيين  بأنها:”جديرة بالثناء، فإن التذرع بالتضامن الأوروبي لا يبرر المعاملة المختلفة للاجئين السوريين، الذين جُرد بعضهم من حقوقهم الأساسية وأجبروا على البقاء في مراكز الترحيل، حيث تُركوا في مأزق مؤلم أمام خيار العيش محرومين من حق العمل والحصول على التعليم، أو العودة إلى سوريا الأسد”.

وأوضحت هاردمان:” ليس هناك من لاجئ “سيئ”: المعاملة الدنماركية غير المتكافئة بحق طالبي اللجوء ممن هم معظمهم سود وسمر وغير مسيحيين وغير أوروبيين تخاطر بإدامة هذه الأسطورة”.

وشددت هاردمان على أنه:” على الدنمارك استغلال هذه اللحظة لكبح بعض سياساتها الخاصة باللجوء الأكثر تقييدا، وإعادة الحماية المؤقتة لجميع اللاجئين السوريين، وتوسيع احتضانها للاجئين الأوكرانيين ليشمل آخرين أيضا، أي شيء دون ذلك سيؤدي إلى نظام يميّز بين مستويين من اللاجئين بدون سبب موضوعي”.

العنصرية بين اللاجئين السوريين والأوكرانيين

أشار تقرير CBC New الصادر في 11 آذار/مارس إلى أنّ بعض قادة أوروبا الذين كانوا من أكثر الأشخاص معارضة للهجرة واللجوء سابقاً، غيّروا آراءهم وتحولوا من أشخاص “لا يسمحوا لأي شخص بدخول بلدهم، إلى أشخاص يرحبون بجميع اللاجئين الأوكرانيين”.

ولفت تقرير CBC New النظر إلى تصريح مذيع في قناة الجزيرة الإنجليزية الذي قال سابقاً في أحد تغطياته عن الغزو الروسي لأوكرانيا: “اللاجئون الأوكرانيون ليسوا لاجئين يحاولون الهرب من مناطق في الشرق الأوسط أو شمال إفريقيا، فهم أناس أغنياء مثل أي عائلة أوروبية”، ونتيجة لتصريحاته العنصرية أصدرت القناة اعتذاراً قالت فيه إن “ما قاله الصحفي ليست مسؤولة عنه”.

اعتذرت شبكة CBS الإخبارية بعد أن قال أحد مراسليها إن الصراع في كييف “لم يكن مثل العراق أو أفغانستان وذلك لأن أوكرانيا مدينة أوروبية ومتحضرة”.

وقال رئيس الوزراء البلغاري “كيريل بيتكوف” للصحفيين في وقت سابق من هذا الأسبوع: “اللاجئون من أوكرانيا ليسوا كموجة اللاجئين التي اعتدنا عليهم سابقاً، حيث كان اللاجئون السابقون إلينا أناساً لسنا متأكدين من هويتهم، أناس بلا ماض واضح، وربما كانوا إرهابيين، وليسوا كاللاجئين الأوكرانيين الذين لا نخشى استقبالهم”.

شارك المقال على:
مقالات ذات صلة:

تقارير وتحقيقات

آخر الأخبار

مساحة نسوية

أرشيف الاتحاد