عمل النظام التركي بشكل مستمر إلى تغيير هوية عفرين عبر تغيير أسماء القرى والبلدات والمناطق الريفية، ومنحها أسماء جديدة تركية، إضافة إلى فرض التدريس باللغة التركية.
وفي سبيل تغيير هوية عفرين، عملت قوات الاحتلال التركية على تدمير المواقع الأثرية في المدينة منذ بدء احتلالها في 18 آذار/مارس من عام 2018.
معبد عين دارا
دمرت قوات الاحتلال التركي جزءاً كبيراً من معبد عين دارا الذي يبلغ عمره 3000 عام ، في غارة جوية.
ويشتهر المعبد، وهو أحد أكبر وأقدم المباني التي تم التنقيب عنها في سوريا ، بمنحوتاته الحجرية المعقدة وبتشابهه مع معبد سليمان وهو أول معبد يهودي في القدس .
دمرت غارة جوية تركية معظم أجزاء المعبد في 30 كانون الأول/يناير عام 2018 خلال هجوم على جنوب مدينة عفرين ، وتؤكد صور ومقاطع فيديو من المرصد السوري، اختفاء أكثر من نصف المعبد ، بما في ذلك العديد من المنحوتات التي أحاطت بالموقع.
وقالت محللة سورية في مبادرات التراث الثقافي للمدارس الأميركية ASOR مارينا غابرييل:” ما حدث في هذا المعبد هو صفعة للسوريين وللمراقبين الدوليين”.
تم بناء المعبد في عين دارة منذ أكثر من 3000 عام ، حوالي 1300 قبل الميلاد ، أي قبل أن تبدأ ممالك العصر البرونزي في الانهيار في شرق البحر الأبيض المتوسط.
قام بناة عين دارا بترتيبها من الداخل والخارج بزخارف متقنة. والأكثر لفتًا للنظر هو أن سلسلة من آثار الأقدام الهائلة تم نحتها في عتبات حجرية تؤدي إلى المعبد، وهي أطول بثلاث مرات من قدم الإنسان، ويرى علماء الآثار بأنّها قد تمثل مرور آلهة في ذلك الوقت، وقالت دارين آشبي محللة في ASOR: “هذه العمارة فريدة من نوعها ليس فقط بالمنطقة بل وفي العالم”.
صور نت آخر داخل المعبد آلهة الخصوبة عشتار، مما دفع البعض إلى الاعتقاد بأن المعبد بني على شرفها ، وأن آثار الأقدام تهدف إلى تصوير دخولها إلى المعبد، بحسب ناشونال جيوغرافيك.
موقع براد الأثري
قصفت طائرات مقاتلة تركية موقع براد الأثري ، الذي يقع على بعد 15 كيلومتراً جنوب مدينة عفرين شمال غرب سوريا ، وهو مدرج في قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي منذ عام 2011.
وأفادت الأنباء أن المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية ناشدت المنظمات الدولية ذات الصلة حينها التي سجلت هذه المواقع في قوائمها القيام بواجبها الأخلاقي والإنساني في إدانة العدوان العسكري التركي المستمر على مواقع التراث الأثري السوري وتعريضه للخطر.
ومن جهتها، نفت الحكومة التركية التقارير التي تزعم أنّ الطائرات الحربية التركية قصفت موقع براد الأثري يوم السبت، وذكرت وكالة أنباء الأناضول الرسمية في 23آذار/مارس أنّ وزارة الخارجية التركية وصفت جميع الادعاءات السابقة بأنّها غير صحيحة.
عملت منظمة اليونسكو منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 على التحذير من الضرر الهائل الذي يلحق بالمباني الأثرية والثقافية في سوريا.
وذكرت التقارير أن الغارات الجوية التركية دمرت العديد من المباني الأثرية المهمة، بما في ذلك ضريح القديس مار مارون شفيع الطائفة المارونية ، وكنيسة جوليانوس التي تضم ضريحًا وهي من أقدم الكنائس المسيحية في العالم.