بدأت الانتهاكات في مدينة عفرين، منذ بدء العملية العسكرية التركية في الثامن عشر من آذار /مارس 2018، ولم يسلم أهالي عفرين بمختلف انتمائاتهم من الاضطهاد والانتهاكات التي قامت بها القوات التركيا والفصائل السورية الموالية لأنقرة.
وكان للكرد الإيزيديين نصيب من هذه الانتهاكات، عبر تدمير مزاراتهم، وتهجيرهم من قراهم، ومنعهم من ممارسة شعائرهم الدينية، وفقاً لتقارير حقوقية عدة.
وقال مدير مؤسسة ايزدينا، علي عيسو، للاتحاد ميديا:” رغم وحشية واجرام الفصائل المتطرفة في عفرين منذ أربعة سنوات، لم تتوقف الآلة الإجرامية المستمرة ولم يتحرك المجتمع الدولي بشكلٍ جاد لإنهاء الاحتلال التركي وطرد هذه القوى المتطرفة”.
اضطهاد مضاعف
ورصدت التقارير الحقوقية وأبرزها تقرير اللجنة الدولية المستقلّة للتحقيق بشأن سوريا قد كشفت في تقريرها الصادر في أيلول/ سبتمر من العام 2020 عن “تعرّض السكان الكورد وعلى وجه الخصوص في مدينة عفرين، ورأس العين (سري كانيه)، لانتهاكات ارتكبها ما يُعرف بـ”الجيش الوطني السوري” المؤيد لأنقرة».
وأوضح عيسو، للاتحاد ميديا إن:” الايزيديون يتعرضون لانتهاكات مضاعفة، فهم أكراد القومية وبالتالي تراهم الفصائل عدواً لهم وبالتالي تحارب لغتهم وعاداتهم وتقاليدهم وتمنع عنهم أبسط حقوق ممارسة طقوسهم القومية”.
وأضاف عيسو:” ومن ناحية أخرى فالايزيديون هم ديانة غير معترف بها في سوريا وبالتالي يرى المتطرفون بأن معتنقي هذه الديانة ليسوا من الأديان السماوية ولا يحق لهم التمتع بخصوصيتهم الدينية”.
تدمير المزارات وتهجير الإيزديين
دمرت الفصائل الموالية لدولة الاحتلال التركي مزارات الإيزيديين الدينية، بدءاً من تلة عين دارا ومزار بارسة خاتون والشيخ حميد في قسطل جندو، وملك آدي في قيبار ومزار قرة جرنة و مزارات قرية سينكا وشادير وباصوفان وفقيرا والشيخ بركات”، حسب مصادر محلية.
وأوضح عيسو “داخل 22 قرية ايزيدية في عفرين ستجد اليوم أن الايزيديون هم أقلية فيها، أعدادهم لا تتجاوز ألف نسمة بعد أن كانت أعدادهم تقارب 35 ألف نسمة قبل احتلال المدينة”.
وتابع عيسو:” أما عن مزاراتهم الدينية فتم تدمير معظمها وتم بناء عدة مساجد اسلامية من قبل المتطرفين في قرى ايزيدية كان سكانها جميعاً أو معظمهم ايزيديون”.
أسلمة الإيزديين
وتحدث تقرير صادر عن لجنة التحقيق الدولية المستقبلة في وقت سابق عن تخيير امرأة ايزيدية في عفرين تم اعتقالها بين اعتناق الدين الاسلامي والافراج عنها وبين البقاء على دينها الايزيدي والاستمرار في تعذيبها واعتقالها.
واعتبرر عيسو، أن تركيا والفصائل السورية الموالية لها:” تقوم “بعملية أسلمة الايزيديين سواء بالترغيب او الترهيب وهذا ما حصل مع عدة نساء وأطفال تم ارغامهم على اعتناق الدين الاسلامي”.
وأضاف عيسو حديثه ل “الاتحاد ميديا” بالقول “للعام الرابع على التوالي والكرد في عفرين يتعرضون لأبشع الانتهاكات ولا يهتم المجتمع الدولي بآلامهم، وبالتالي فالمدنيون الكرد أصبحوا اليوم يتامى على أبواب مجالس حقوق الانسان التي ترفض حتى اليوم أن تصف الوجود التركي في عفرين بالاحتلال وبالتالي ترفض انصاف المظلومين الذين يقتلون كل يوم على يد متطرفي كلا من الجيش التركي وما يسمى بالجيش الوطني السوري.
أرقام وإحصائيات
فيما يتعلق بأعداد الإيزيديين الذين تهجروا من عفرين، بلغ عددهم وفقاً لإحصائية مؤسسة ايزدينا حوالي 90% من الإيزيديين الذين فروا من عفرين، ومن القرى الإيزيدية التي خلت تماماً من الإيزيديين كانت قرية بافلون”.
ويرى عيسو إن الحل يكمن “عبر انهاء الاحتلال التركي لعفرين، وخروج كافة الفصائل المتطرفة التي تدعمها تركيا وبالتالي تسليم المدينة لادارة أبناء المنطقة بالشكل الذي يضمن للمدنيين كرامتهم ويصون لهم حقهم”.
ووفقاً لرصد مؤسسة ايزدينا “لم تسلم قبور الإيزيديين من انتهاكات المحتلين، فتم رصد قيام المسلحين بتدمير شواهد أكثر من 350 قبر للإيزيديين وسرقة محتويات بعضها، وفيما يتعلق باحتفال الايزيديين بعيد رأس السنة الايزيدية فاكتفوا في عفرين بإشعال بعض الشموع داخل منازلهم داعين الله أن يفرج عنهم ويبعد عنهم بلاء المتطرفين”.
وبحسب تقرير ايزدينا أن الاحتلال التركي “دمر أكثر من ثمانية عشرة مزار ديني يعود للإيزيديين بشكل كلي وجزئي، كما أن مزار الشيخ شرفدين في قرية بافلون، فضلًأ عن رميهم للأوساخ في مزار الشيخ علي في قرية باصوفان، وهذا نقلاً عن فريق رصد مؤسسة ايزدينا الذي يعمل بشكل سري في عفرين”.