كشفت الاستخبارات الأوكرانية عن نقل 150 مقاتلاً سورياً من قاعدة حميميم العسكرية في سوريا إلى روسيا، بهدف المشاركة بالقتال في أوكرانيا.
وقالت الاستخبارات الأوكرانية، في منشور عبر “فيسبوك”، إن رئيس النظام السوري بشار الأسد، وعد بتزويد روسيا بـ 40 ألف مقاتل للحرب في أوكرانيا، لافتة إلى أن قراراً صدر عن “حميميم” بإرسال 300 مقاتل يومياً إلى أوكرانيا.
وأكدت، أن هناك مخططاً لنقل أسلحة ومعدات عسكرية من سوريا إلى روسيا وبيلاروسيا، لدعم الحرب على أوكرانيا.
وأشارت إلى أن المقاتلين يوعدون بأنهم سيؤدون “مهام شرطية” لاستعادة الأمن، لكن المعلومات تؤكد “المشاركة المباشرة في الأعمال العدائية ضد الجيش الأوكراني ما قلل بشكل كبير من الروح القتالية لديهم”.
وفي وقت سابق، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن موسكو تنشر مقاتلين سوريين خلال الحرب، تزامناً مع إعلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن 16 ألف “متطوع” في الشرق الأوسط مستعدون للقتال مع الانفصاليين المدعومين من روسيا بمنطقة دونباس شرقي أوكرانيا، حسب قوله.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في ال 11 من الشهر الجاري، عن السماح للمقاتلين من الشرق الأوسط بالانضمام إلى العمليات العسكرية الدائرة في أوكرانيا.
وأكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن “16 ألف متطوع من الشرق الأوسط مستعدون للقتال في منطقة دونباس” الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا شرقي أوكرانيا.
وكشفت صحيفة (الغارديان) البريطانية أن قوات النظام السوري بدأت بتجنيد مقاتلين من صفوفها للذهاب إلى أوكرانيا، والقتال لصالح الجانب الروسي.
وقالت إن النظام وعد بدفع رواتب تصل إلى 3 آلاف دولار أمريكي شهريًا، أي ما يقارب 50 ضعف الراتب الشهري للجندي السوري، إذا قرر الانضمام لصفوف القوات الروسية في أوكرانيا.
ونُشرت إشعارات التجنيد على عدد من المواقع الإلكترونية المرتبطة بالنظام السوري، وتضمنت وصفًا وظيفيًا يشترط “الخبرة في المشاركة في العمليات العسكرية وإمكانية السفر إلى الخارج”.
وظهرت، في ال 11 من الشهر الجاري لقطات مصورة لما بدا أنهم جنود سوريون في عرض عسكري يحملون العلمين السوري والروسي ويرددون هتافات مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد، ويحمل أحدهم شعار الرمز (z) الذي ارتبط مؤخرًا بتأييد العمليات العسكرية الروسية.
وأُنشئت مراكز تجنيد في سوريا، وفق المرصد السوري وناشطين، بالتعاون بين عسكريين روس وسوريين ومجموعات موالية للنظام في محافظات عدة أبرزها في دمشق وريفها وفي حمص (وسط) وصولاً إلى دير الزور (شرق).
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “سجل أكثر من 40 ألف سوري أسماءهم للقتال في أوكرانيا حتى الآن” بناء على دعوة موسكو.
ولن تكون هذه المرة الأولى التي يُشارك فيها مقاتلون سوريون في حروب خارج البلاد. فمنذ نهاية 2019، أرسلت تركيا وروسيا آلاف المقاتلين السوريين كمرتزقة لصالح أطراف تدعمها كل منهما في ليبيا وناغورني قره باخ.
وقال عبد الرحمن “وافقت روسيا على 22 ألف مقاتل” منضوين ضمن القوات الحكومية أو مجموعات موالية للنظام. موضحاً أن المجندين ينضوون في “الفرقة 25 المهام الخاصة” التي يقودها العميد سهيل الحسن الملقب بالنمر، والفيلق الخامس الذي أسسه الروس من مقاتلين معارضين سابقين، ولواء القدس الفلسطيني، وهو مجموعة فلسطينية موالية للنظام السوري قاتلت خصوصا في منطقة حلب في شمال البلاد.
القوات الروسية و”فاغنر”
وتُعد روسيا أبرز داعمي النظام السوري في النزاع بين قواتها ومجموعات المعارضة والذي صادف قبل أيام ذكرى مرور 11 عاماً على اندلاعه. وتتواجد قواتها في سوريا منذ 2015 حين بدأت تدخلها العسكري الذي لعب الدور الأساسي في قلب موازين القوى على الأرض لصالح دمشق.
وتشترط روسيا أن يكون المجندون تلقوا تدريبات عسكرية من القوات الروسية وشاركوا في القتال إلى جانبها في سوريا، وأن يكونوا من أصحاب الخبرة في حرب الشوارع، وفق المرصد.
وفي بلد يترواح فيه راتب الجندي السوري بين 15 و35 دولاراً، وعدت القوات الروسية، وفق المرصد، المجندين براتب شهري يعادل نحو 1100 دولار أميركي.
كما يحق للمقاتل تعويضاً قدره 7700 دولار في حال الإصابة و16500 دولار لعائلته في حال الوفاة في بلد أنهكت سنوات الحرب اقتصاده وباتت غالبية سكانه تحت خط الفقر.
ولا يتوقف الأمر على القوات الروسية، وفق المرصد وناشطين، إذ تجنّد شركة فاغنر الأمنية التي باتت معروفة بتجنيد مرتزقة في دول عدة والمعروفة بعلاقتها الوطيدة بالكرملين والناشطة في سوريا منذ سنوات، أيضاً مقاتلين.
وأفاد المرصد بأنه تم “تسجيل أكثر من 18 ألف شخص” حتى الآن بالتعاون مع فاغنر.
ونقلت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” في تقرير الشهر الحالي عن جندي أنهى خدمته الإلزامية قوله “الأوضاع مزرية، لا كهرباء ولا تدفئة ولا غاز”، فما كان منه سوى أن سجل اسمه في “فرع للمخابرات الجوية” قرب دمشق للقتال في أوكرانيا.
في محافظة دير الزور، افتتح مركزا تسجيل في مدينتي دير الزور والميادين، وفق ما أفاد عمر أبو ليلى الذي يوثّق الأوضاع في المنطقة عبر موقعه “دير الزور 24”.
وقال أبو ليلى لفرانس برس “بدأت فاغنر الموضوع في دير الزور”، مشيرا الى أن عدد المجندين لا يتجاوز العشرات حتى الآن.
وأضاف “في بلد لا تتوفر فيه أي مقومات معيشية، لا يجد البعض خياراً سوى الذهاب إلى حرب لا علاقة لهم فيها مقابل بضع مئات من الدولارات”.
في السويداء ذات الغالبية الدرزية (جنوب)، أفادت منصة “السويداء 24” الإعلامية المحلية أن شركة أمنية سورية معنية بالتجنيد للقتال خارج البلاد، بدأت قبل يومين تسجيل أسماء.
في المقابل، نفى المتحدث باسم لجنة المصالحة الوطنية التابعة للنظام السوري عمر رحمون وجود تجنيد. وقال لفرانس برس “لا يوجد حتى الآن أي اسم كُتب، وأي جندي سجّل في مركز، وأي شخص سافر بغرض القتال في أوكرانيا”، مضيفاً “حتى اللحظة، كل ما أثير هو حديث إعلامي ليست له صلة على أرض الواقع”.