وصل سعر الكمأة في مناطق سيطرة النظام، لأرقام قياسية، حيث بلغ سعر كيلو الغرام الواحد منها 100 ألف ليرة سورية (28 دولار تقريباً)، بمختلف المحافظات.
وقال أحد بائعي الكمأة لـ”الاتحاد ميديا”، أن “سعر الكمأة ارتفع لحدود الـ 5 أضعاف للكيلو بالمقارنة مع العام الماضي، حيث كانت تباع بسعر 20 ألف للكيلو الواحد”.
وتابع البائع “سبب الغلاء هو قلة هذه المادة ضمن الأسواق، حيث أصبح العثور عليها أمراً نادراً، بالإضافة أن هذه الأيام تعتبر بداية الموسم”.
أما “مجد” وهو أحد الأشخاص الذين يجمعون الكمأة من الأرضي المحيطة بريف سلمية، فقال لـ”الاتحاد ميديا”، أن “من الطبيعي أن يصل سعر الكيلو منها لهذا السعر، لصعوبة الوصول لها وما يرافقه من مخاطر قد تصل لفقدان الحياة”.
ووصف “مجد” “الكمأة بلقمة الموت، بسبب أعداد الضحايا الذين يسقطون أثناء جمعها نتيجة الألغام كل عام”، معتبراً أن “سعرها قليل بالمقارنة مع حياة الأشخاص”.
وأضاف “مجد” أنه “مجبر على العمل بجمع الكمأة، بسبب قلة فرص العمل الأخرى والفقر الذي يعيشه”، بينما يحقق له جمع الكمأة مبالغ وصفها بـ”الطائلة” خلال يوم واحد فقط، قد ينفقها على مدار أشهر عدة.
ولا توجد إحصائية رسمية عن أعداد الضحايا من المدنيين الذين تعرضوا لانفجارات من مخلفات الحرب أثناء جمعهم لمادة الكمأة منذ بداية عام 2011.
حيث لجأت معظم أطراف الصراع لزرع أعداد كبيرة من الألغام حول مناطق سيطرتها ضمن الأراضي التي تنمو فيها هذه المادة، دون أن تقوم الجهات المسيطرة على المناطق بإزالتها حتى الآن.
وقتل في 17 الشهر الحالي، مدنيان اثنان من بينهم طفل، من مدينة سلمية، وجرح 3 آخرين بسبب انفجار لغم أرضي بهم من مخلفات الحرب، بريف مدينة سلمية أثناء بحثهم عن مادة الكمأة.
ما هي الكمأة؟
تعتبر الكمأة، من أشهر أنواع الفطر البري، وهو فطر موسمي ينمو في أطراف البادية السورية والمنطقة المتوسطة، بعد سقوط الأمطار الغزيرة، وحدوث عواصف رعدية.
وتوصف الكمأة بنبات الرعد، أو بنت الرعد، وهي لا تنمو بالزراعة التقليدية، لذلك فهي غالية الثمن أساساً، وشهدت أسعارها مزيداً من الارتفاع خلال السنوات الأخيرة في سوريا لصعوبة الحصول عليها.
ويعثر على الكمأة تحت الأرض بعمق يتراوح بين 5 – 15 سم، وتحديداً بالقرب من الأشجار الكبيرة، مثل شجر البلوط، وتتكاثر الكمأة وتتفرع تحت الأرض ومن هنا جاء سبب تسميتها بالكمأة، ولا تعتبر نباتاً بل من الكائنات الحية الدقيقة ومن فصيلة “الفطريات”
ولا تقوم الكمأة بعملية التركيب الضوئي، فهي لا تحتوي على اليخضور، بل تعتمد في غذائها على بقايا حيوية موجودة في التربة، بل يقوم البرق بتفكيك الروابط الهيدروجينية لبقايا الحيوانات والنباتات والأوراق داخل التربة، ما يُمكّن الكمأة من النمو.
ويعثر على أماكن تواجد الكمأة بسهولة، حيث يعرف مكانها إما بتشقق سطح الأرض التي فوقها أو بتطاير الحشرات فوق موقع وجودها، أو عن طريق كلاب مدربة للعثور عليها عن طريق حاسة الشم.