تشكل الفرق الفلكلورية عصب الاحتفالات بقدوم راس السنة الكردية الجديدة “عيد نوروز” خاصة في اليوم الـ 21 من آذار الذي يشهد ذروة الاحتفالات بقدوم العام الجديد، ولكن “قبلها بأكثر من ثلاثة أو أربعة أشهر تواظب هذه الفرق على الاستعدادات الفنية واللوجستية للخروج بأبهى صورة يوم العيد، وتقديم أجمل العروض”، يقول الإداري في فرقة “خلات” الفلكلورية.
وأضاف “بهروز معروف ملا أحمد” للاتحاد ميديا “في الفترة السابقة للعيد نجري كافة الاستعدادات وتدريب العناصر على مختلف الفنون مثل المسرح والرقصات الفلكلورية والغناء، بالإضافة إلى تدريب الأطفال على الفنون نفسها، بمعدل جلستين في الأسبوع، مدة كل جلسة نحو ساعتين”.
الضغوط الاقتصادية على الفرق الفلكلورية
وأشار “ملا أحمد” في حديثه إلى الصعوبات التي يواجهونها في عملهم الذي بمجمله تطوعي دون رواتب أو أتعاب من نوع آخر، مشيراً إلى أن “هذه الصعوبات تظهر أكثر لدى الشباب كون معظمهم مرتبطون بأعمالهم الخاصة التي توفر لهم المعيشة، وإيجاد توافق بين أوقات عملهم وأوقات البروفات”.
وأكد ذلك عضو فرقة “خلات” في قسمي الدبكة والمسرح “سامر كالو” في أن “الالتزام بالأعمال الخاصة يجبرنا في أحيان كثير لتأجيل البروفات إلى أوقات متأخرة، أو إلغائها أو غياب البعض منا في كثير من الأحيان”.
وأضاف “ملا أحمد”، وهو مدرب رقصات أيضاً إلى جانب عمله الإداري، “نحن مقيمون في المنطقة الشرقية وهذا يفرض علينا ألا نحدد أوقات متأخرة لمواعيد البروفات، وذلك من أجل الفتيات المشاركات معنا في الفرقة”.
وحول سبل توفير المستلزمات وغيرها من الحاجيات المتطلبة للسيولة المادية، يقول الإداري ومدرب الرقصات أنهم وفي سبيل توفير بعض التمويل “يعمدون إلى تصميم وبيع أجندات سنوية (روزنامات) خاصة بهم، وأيضاً الحصول على بعض التبرعات لتمويل أنشطتنا والاستمرار في العمل”.
يعتبر الرقص واحداً من الأساليب التي من خلالها يتم التعبير عن الحالة النفسية للإنسان، لذلك حين يكون هناك خطراً أو تهديداً أمنياً، فإن ذلك يؤثر على الحالة النفسية للأعضاء ويزيد من الضغوط على الفرقة، وفق “ملا أحمد”.
نوروز في زمن النظام وزمن الثورة
وعلى مدار عقود عملت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري على ملاحقة عناصر الفرق الفلكلورية ومسؤوليها، ومنعت احتفالات نوروز في أكثر من مناسبة ومرة في محاولة لمنع الثقافة والفلكلور الكردي، الذي يشكل يوم عيد نوروز مناسبة لإحيائه.
وأشار “ملا أحمد”، إلى “وجود فارق كبير بين عمل الفرقة في فترة سيطرة النظام السوري، والفترات التي عشناها بعد الثورة السورية”، مضيفاً أن “الأنشطة والتحضيرات في زمن النظام كانت تتم بشكل سري، واتباع كافة إجراءات الأمانة في سبيل عدم الوقوع في قبضة عناصر الأمن، إلى أن الأمور تغيرت بشكل كبير في الوقت الحالي، وتجري الأمور بشكل جيد باستثناء بعض المشاكل كاستهداف مقرات أحزاب المجلس الوطني الكردي التي تخلق بعض المخاوف لدينا”.
وذكر “سامر كالو” بدوره أنه ولتوخي الحذر في زمن النظام “كان هناك دائما عضوان من الفرقة يتناوبون على حراسة مكان إجراء التحضيرات، فضلاً ‘ن إقامتها في أماكن سرية”.
وحول تأثير الأوضاع الاقتصادية على خروج الناس للاحتفال وحضور فعاليات عيد نوروز، لفت الإداري في فرقة “خلات” إلى أن “الأوضاع الاقتصادية تؤثر بشكل كبير على الحالة النفسية للناس، ورغم ذلك فهم بحاجة إلى يوم كهذا للترويح عن أنفسهم وأطفالهم”.
ونوه “بهروز ملا أحمد” إلى أنه “هناك نسبة قليلة جداً ممن لن يمكنوا من الاحتفال بسبب الوضع الاقتصادي”، مضيفاً، أن “هذا اليوم يعتبر مقدساً لدى الكرد بغض النظر عن المستوى الاقتصادي لديهم، وهو عيد قومي، وحتى إن لاقوا صعوبات في الخروج للاحتفال، إلا أنه لا بديل عنه”.