داهم عناصر لفصيل السلطان سليمان شاه “العمشات” الموالي لتركيا، ثلاثة قرى بريف عفرين، شمال حلب، بعد تقديم سكان شكوى ضد رعاة أغنام محمين من قبلهم، قاموا بالرعي الجائر ضمن حقولهم.
واقتحم عناصر من “العمشات” قرى جقلا الثلاث التابعة لناحية شيخ الحديد، وبدأوا بإطلاق النار بشكل عشوائي ضمن شوارع القرى بهدف ترهيب السكان ودفعهم لسحب الشكوى، بحسب مصادر محلية.
وكان سكان من قرى جقلا قدموا شكوى بوقت سابق، إلى فصيل الشرطة العسكرية الموالي لتركيا في مدينة عفرين، ضد رعاة أغنام محميين من قبل عناصر “العمشات” في ناحية شيخ الحديد، بحسب المصادر.
وأضافت المصادر أن عناصر الفصيل اعتدوا على سكان في القرى الثلاث ممن رفضوا الانصياع لأوامرهم وسحب الشكوى المقدمة.
ومنتصف الشهر الجاري، شهدت ناحية شيخ الحديد، عودة نشاط عناصر فصيل “العمشات” بقيادة محمد الجاسم “أبو عمشة” مع أخوته.
وفي الثاني والعشرين من شباط/ فبراير الفائت، اتخذت عدة قرارات من لجنة تحقيق ضد الفصيل منها تجريم قائده وأخويه بالإضافة إلى مقربين منه بتهمة “الفساد” وتم نفيهم لخارج عفرين.
ويسيطر فصيل السلطان سليمان شاه على ناحية شيخ الحديد والقرى التابعة لها بشكل كامل، وسط استمرار الانتهاكات في المنطقة من قبل قيادة الفصيل وعناصره.
وطُرح قرار عزل قائد “فرقة السلطان سليمان شاه” (العمشات)، محمد الجاسم (أبو عمشة)، وخمسة من قادة الفصيل، العديد من التساؤلات بين السوريين والفصائل المعارضة، عن الإجراءات المتخذة بعد قرار العزل.
وكثُر الحديث عن مصير الفصيل وقياداته، فهو يعتبر أحد أكبر الفصائل العسكرية الموالية لتركيا في، ويملك أسماء كانت مصدر رعب وخوف للأهالي، لهول الانتهاكات التي مارسوها.
عزل وضغوطات
عزلت اللجنة الثلاثية “أبو عمشة” مع خمسة آخرين من قيادات الفصيل، ومنعته من تسلّم مناصب لاحقًا، بسبب الاتهامات والدعاوى الموجهة ضده.
وشمل قرار العزل كلًا من: وليد حسين الجاسم (سيف)، ومالك حسين الجاسم (أبو سراج)، وأحمد محمد خوجة، وعامر عذاب المحمد، وحسان خالد الصطوف (أبو صخر).
وأوضحت اللجنة الثلاثية، أن سبب تأخير صدور القرارات هو وجود العراقيل، كامتناع بعض الناس عن الشهادة، خوفًا من قادة “العمشات”، إذ بدأت عملها منذ 12 من كانون الأول 2021، واستمرت التحقيقات حوالي شهرين.
وفي 31 من كانون الأول 2021، شهدت منطقة عفرين مسيرة تأييد لـ”أبو عمشة”، وتضمّنت المسيرة رتلًا ضم عشرات السيارات، تخللها تشغيل أغاني مديح للقيادي.
وهذا ما أثار استياء أهالي المنطقة، إذ اعتبروها ضغطًا على لجنة التحقيق، ومسار العدالة، ومناصرة في قضية الانتهاكات الموجهة ضد “أبو عمشة” وعناصر من فرقته، وورقة لإرباك وتشتيت عمل اللجنة.
وتداولت العديد من مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي، خلال عمل اللجنة، أخبارًا عن تحركات ورفع جاهزية واستنفار عسكري من قبل “العمشات”، وحشد قوات وتوعّد بقتال بعض الفصائل.
وكانت غرفة “عزم” أعلنت تبنيها القرارات التي صدرت عن لجنة التحقيق في انتهاكات “العمشات”، في بيان نشرته الخميس 17 من شباط، تعهدت فيه بتنفيذ القرارات والتوصيات الصادرة عن اللجنة.
وتنضوي “غرفة القيادة الموحدة” (عزم) المكوّنة من عدة فصائل، تحت راية “الجيش الوطني السوري” الموالية لتركيا.
سيرة سوداء
ووُجهت العديد من الاتهامات إلى “أبو عمشة” وعناصر من فرقته في منطقة شيخ الحديد بعفرين، تتعلق بجمع إتاوات وزيت الزيتون من المزارعين باسم “أبو عمشة”، ومقاسمة الناس محاصيلهم، والاستيلاء على الأراضي، وانتهاكات متعددة للحقوق من قضايا اغتصاب واتهامات باطلة لأشخاص، لدفع مبالغ مقابل الحصول على البراءة.
عام 2019، وعقب سيطرة الفصائل الموالية لتركيا على منطقة عفرين، شُكّلت لجنة من قبل “الجيش الوطني” لمحاسبة “أبو عمشة” بتهمة تحرش واغتصاب، بعد انتشار تسجيل مصوّر على مواقع التواصل الاجتماعي، يُظهر فتاة تتحدث عن اغتصاب “أبو عمشة” لها، مع العلم أن زوجها يعمل مقاتلًا في الفصيل الذي يقوده “أبو عمشة”.
وعادت بعدها الفتاة ذاتها لتنشر تسجيلًا آخر تتحدث فيه عن إغرائها بالمال من أجل تصوير التسجيل الأول، وابتزاز “أبو عمشة” بتهمة الاغتصاب. وجرى بعدها إغلاق التحقيقات وتبرئته من التهم الموجهة إليه.