أصيب اليوم الأحد، نحو عشرة أطفال بجروح متفاوتة إثر قيام عناصر فرقة الحمزات بإطلاق النار بشكل مباشر على مدرسة قرية ميركان بناحية معبطلي بريف عفرين، شمال حلب، ونقلوا على إثرها للمشفى.
وبحسب مصادر محلية، أن عناصر الفصيل حاولوا الاعتداء على معلم المدرسة وهو من أهالي قرية روتا التابعة لناحية ماباتا/معبطلي، إلا أن المعلم تمكن من الفرار ليبدأ عناصر الحمزات بعدها بإطلاق الرصاص الحي صوب المدرسة.
وأضافت المصادر الى أن الأطفال الذي أصيبوا عرف منهم “سلاف جعفر ـ زلوخ سليمان ـ أنفال رستم ـ عمر غزال ـ وسيم صلاح ـ عبد الله سنيخ ـ مريم محمد قاسم ـ محمد سليمان حمدي”.
كما أكدت المصادر نقل الطفلة مريم محمد قاسم إلى أحد المشافي التركية نتيجة حالتها الصحية الحرجة.
اختلاف في الأسماء واتفاق بالممارسات
وقبل يومين داهم عناصر لفصيل السلطان سليمان شاه “العمشات”، ثلاثة قرى بريف عفرين، شمال حلب، بعد تقديم سكان شكوى ضد رعاة أغنام محمين من قبلهم، قاموا بالرعي الجائر ضمن حقولهم.
واقتحم عناصر من “العمشات” قرى جقلا الثلاث التابعة لناحية شيخ الحديد، وبدأوا بإطلاق النار بشكل عشوائي ضمن شوارع القرى بهدف ترهيب السكان ودفعهم لسحب الشكوى، بحسب مصادر محلية.
وكان سكان من قرى جقلا قدموا شكوى بوقت سابق، إلى فصيل الشرطة العسكرية الموالي لتركيا في مدينة عفرين، ضد رعاة أغنام محميين من قبل عناصر “العمشات” في ناحية شيخ الحديد، بحسب المصادر.
وأضافت المصادر أن عناصر الفصيل اعتدوا على سكان في القرى الثلاث ممن رفضوا الانصياع لأوامرهم وسحب الشكوى المقدمة.
الأمم المتحدة توثق انتهاكات الفصائل
وأصدرت لجنة الأمم المتّحدة للتحقيق بشأن سوريا تقريرها الدوري، يوم الثلاء 14 أيلول/ سبتمبر 2021، والذي أوردت فيه الكثير من حالات انتهاك حقوق الإنسان في ذلك البلد الذي مزّقته حربٌ دموية لأكثر من عشر سنوات.
في مؤتمرٍ صحفي عقده باولو بينيرو، رئيس اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق بشأن سوريا، في جنيف، قال: « بعد مرور عقدٍ من الزمن، تستمر أطراف النزاع في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وانتهاك حقوق الإنسان الأساسية للسوريين. وتستمر الحرب على المدنيين السوريين، ومن الصعب عليهم إيجاد الأمن أو الملاذ الآمن في هذا البلد الذي مزقته الحرب».
وبشأن المناطق الكوردية التي تحتلها القوات التركية، إلى جانب الفصائل المسلّحة للمعارضة السورية، يقول التقرير: «وفي منطقتي عفرين ورأس العين (أي سري كانيه)، يعيش المدنيون في خوف من العبوات الناسفة المحمولة على السيارات والتي يتم تفجيرها بشكل متكرر في مناطق مدنية مزدحمة – حيث تنفجر في الأسواق والشوارع المزدحمة وتودي بحياة الكثيرين.
ووثقت اللجنة مقتل وتشويه ما لا يقل عن 243 امرأة ورجلًا وطفلًا في سبع هجمات من هذا القبيل – لكن مجموع الخسائر في صفوف المدنيين أعلى بكثير.
كما استمر القصف العشوائي، بما في ذلك في 12 حزيران/يونيو عندما أصابت الذخائر مواقع متعددة في مدينة عفرين، مما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من الأشخاص وتدمير أجزاء من مستشفى الشفاء -المـدرج في قائمة الأمم المتحـدة لتفادي التضارب.
ويتحدّث التقرير عن الانتهكات التي يتعرّض لها الكرد، إذ ترد تحت بند الحرمان من الحرية: استمر حرمان المدنيين – من أصل كردي في المقام الأول – من حريتهم بشكل غير قانوني على أيدي أفراد من مختلف ألوية الجيش الوطني السوري ، بما في ذلك من الفرقة 22 (لواء حمزة) ؛ الفرقة 14 (اللواء 141) والفرقة 13 (لواء محمد الفاتح) وفيلق الشام.
أثناء الاحتجاز، كان الضحايا يُنقلون في كثير من الأحيان إلى منشآت مؤقتة تديرها ألوية الجيش الوطني السوري على مستوى المناطق الفرعية. واستمرت الألوية نفسها، كما تم توثيقه سابقًا ، في نهب ممتلكات المدنيين ومصادرتها، إلى جانب احتجاز الأفراد، بما في ذلك الأراضي الزراعية التي يملكها أفراد الأقلية اليزيدية.