بلغت تكلفة الاعتناء بالأطفال الرضع، أكثر من مليون ليرة سورية شهرياً أي ما يعادل 300 دولار أميركي، في مناطق سيطرة النظام السوري، وفق استطلاع أجرته “الاتحاد ميديا” على عدة عائلات سورية.
وقال “أبو كرم” أن “تكلفة الاعتناء بطفله المولود حديثاً، بلغت أكثر من 30 ألف ليرة سورية يومياً، بين الحليب الصناعي، والحفاضات والألبسة وغيرها”.
وتابع “أبو كرم” أن “سعر علبة الحليب أكثر من 15 ألف ليرة سورية وهي تكفي لأقل من أسبوع، أما سعر علبة كيلو الحفاضات وصل لأكثر من 20 ألف ليرة سورية (6 دولار تقريباً) وسطياً”.
أما “لينا” التي بلغت طفلتها عمر السنتان، قالت لـ “الاتحاد ميديا” أنها “تحتاج لميلون ليرة شهرياً مقابل شراء الطعام واللباس والمستلزمات للطفلة”.
وأضافت أن “المبلغ ينقص أو يزداد حسب حالة الطفلة الصحية، فأحياناً تحتاج للأدوية أو لزيارة الطبيب”، مبينةً أن “أقل معاينة للطبيب في محافظة دمشق هي 7 آلاف ليرة سورية (2 دولار)”.
وأشارت إلى أن “الطفلة بحاجة لتدفئة مستمرة، أي لشراء المازوت الذي بلغ سعر الليتر منه 5 آلاف ليرة سورية،”، موضحةً أن “الليتر يكفي لمدة ساعتين فقط من التدفئة ضمن حرارة معتدلة”.
أما “رشا” وهي أم لثلاثة أطفال، قالت لـ”الاتحاد ميديا” أن “تكلفة العناية بطفلها الأخير تتراوح بين 500 إلى 700 ألف ليرة سورية فقط”.
وتشير “رشا” إلى أن “تكلفة العناية بطفلها قليلة نسبياً لأنها تعتمد على القطع القماشية كبديل عن الحفاضات الجاهزة وهو ما يوفر عليها مئات الآلاف من الليرات شهرياً”.
وتوضح “رشا” أن “أغلب ألبسة طفلها كانت جاهزة مسبقاً، حيث ارتداها أخويه الأكبر منه واحتفظت بها حتى ولادته، لذلك لم تضطر لشراء الألبسة ووفرت ثمنها”.
ظاهرة رمي الأطفال
انتشرت مؤخراً ظاهرة رمي الأطفال في الشوارع للتخلص منهم في مناطق سيطرة النظام، حيث سجلت سبع حوادث منذ بداية العام 2022.
حيث عثر الأهالي في 12 آذار/ مارس الحالي، على طفلة تبلغ من العمر أيام معدودة، مرمية أمام أحد المباني في حي الأشرفية ضمن المدينة.
ووجد الأهالي في 28 شباط/ فبراير طفلة رضيعة مرمية في بئر مهجور في حي البياضة بمدينة حمص، وتم العثور على ذويها بعد فترة قصيرة وإحالتهم للقضاء.
وعُثر على طفلة رضيعة لم يتجاوز عمرها شهر، في 22 شباط/ فبراير، في مدخل عيادة أحد الأطباء في مدينة سلمية بريف حماة، حيث وجدتها ثلاثة سيدات من المنطقة وتم نقلها إلى مشفى المدينة.
وفي منتصف كانون الثاني/ يناير الماضي، عثر على طفل رضيع يبلغ من العمر ما يقارب 40 يوماً أمام أحد الأبنية في حي الخضر بمدينة حمص.
ووجد الطفل داخل صندوق كرتوني، أمام أحد الأبنية بضاحية أبي الفداء في مدينة حماة، وبجانبه ورقة كتب عليها اسمه، وأنه ابن حلال.
وفي 6 كانون الثاني/ يناير، وجد الأهالي في مدينة اللاذقية على الطفلة “روح” ذات العشرة أشهر أمام مشفى في مدينة اللاذقية، وتم نقلها إلى أحد دور الأيتام بريف دمشق.
وفي 10 آذار/مارس، وقعت الحادثة السادسة، حيث سلمت امرأة موظفي الجامع الأموي في دمشق، طفلة رضيعة، بعد أن تركتها امرأة أخرى معها بحجة الوضوء في المسجد الأموي، ثم قامت بالهروب.
ويحمّل ناشطون مسؤولية هذه الحوادث لحكومة النظام السوري، بشكل مباشر، وذلك بسبب تنامي معدلات الفقر بشكل كبير داخل مناطق سيطرتها، لدرجة وصل فيها الأهالي للتخلي عن أبنائهم.
وفي 7 آذار/مارس، ترك أب أطفاله الـ 3 في مدخل إحدى البنايات في منطقة البرامكة بدمشق، وذهب بحجة شراء التبغ من مكان قريب، ولاذ بالفرار من المكان، وتم العثور على الأب بعد فترة ليتضح أنه لا يملك مكاناً للإقامة ولا عملاً لإطعامهم، مما دفعه للتخلي عنهم.