جدد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، ما يحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الترويج له، منذ بدء الأزمة الروسية-الأوكرانية، بأن تركيا تسطيع إحداث التوازن في سوريا، وأن عودتها للمشهد السياسي العالمي سيحدث فرقاً، بعد أن كانت العلاقة بين أنقرة وواشنطن متوترة منذ بداية تسلم بايدن رئاسة الولايات المتحدة الأميركية.
وقال كالن:” إن تركيا تشكل، التوازن الوحيد، ضد النظام السوري المدعوم من قبل القوات الروسية.
وجاء حديث كالن، خلال ندوة حول انعكاسات الحرب الروسية- الأوكرانية على الشرق الأوسط في منتدى الدوحة حيث قال:” أن وجهات نظر تركيا تختلف عن نظيرتها الروسية حيال العديد من القضايا، وخاصة على صعيد الملفين السوري والليبي؛ لكنها استطاعت التعاون معها رغم ذلك”.
وجدد كالن، مرة أخرى تهديد تركيا أوربا بقضية اللاجئين السوريين، قائلا:” أن 3 ملايين شخص محاصرون بمنطقة ضيقة في إدلب، وأن تركيا تعمل من أجل منع حدوث موجة هجرة ثانية من سوريا”.
وزعم كالن أن ما تقوم به تركيا تعمل على إرساء التهدئة في سوريا قدر الإمكان، واعتبر أن ذلك يجب أن يكون موضع تقدير، قائلاً: “على شركائنا الغربيين أن يكونوا ممتنين لتركيا ولوجودها العسكري شمالي سوريا”.
أردوغان طالب بايدن برفع العقوبات
وأعلن البيت الأبيض في في العاشر من الشهر الجاري، إن الرئيسين الأميركي جو بايدن، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، أجريا اتصالاً هاتفياً.
وأعلنت الرئاسة التركية عبر بيان لها حينها أن أردوغان طالب الرئيس الأميركي برفع القعوبات عن أنقرة حيث جاء فيه:” أردوغان أبلغ نظيره الأميركي بأنه آن الأوان لترفع واشنطن العقوبات عن الصناعات العسكرية التركية”.
فيما قال بيان الرئاسة التركية حول المكالمة الهاتفية بين الرئيسين، أن “تركيا ستستلم 40 طائرة جديدة من الولايات المتحدة، كما ستحصل على موافقة أميركا لتحديث طائراتها المقاتلة من طراز F-16 في أسرع وقت ممكن”.
العلاقات الأمريكية التركية
في 23 سبتمبر/أيلول 2021، وخلال زيارته لمدينة نيويورك لافتتاح ما يعرف بـ”البيت التركي”، وقبيل مشاركته في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، فتح الرئيس أردوغان النار على نظيره الأمريكي بايدن، متهماً إياه بنقل الأسلحة والذخائر والمعدات إلى “المنظمات الإرهابية في سوريا”، مؤكداً “أن تركيا لن تقف مكتوفة الأيدي وهي تشاهد ذلك”.
وأضاف أردوغان أن علاقات بلاده مع الولايات المتحدة ليست صحية، وأن واشنطن بحاجة إلى “تسوية” القضايا المتعلقة بشراء أنقرة منظومة الدفاع الصاروخي الروسية إس-400.
وحول استمرار واشنطن بحجب مقاتلات “F-35” الأمريكية عن تركيا، قال أردوغان: “نتصرف بصدق وموقفنا صادق، لكن الولايات المتحدة للأسف لم تتصرف كذلك”.
وبعد هذه التصريحات بأيام، كشف أردوغان، في مقابلة مع محطة CBS News الأمريكية، أنه سيدرس شراء نظام صاروخي روسي دفاعي ثانٍ، وذلك رغم الاعتراضات الأمريكية الشديدة التي تعرضت لها أنقرة جراء الصفقة الأولى التي أبرمتها سابقاً مع موسكو، طبقاً لما أوردته صحيفة The Independent البريطانية، الأحد 26 سبتمبر/أيلول 2021.
حيث قال أردوغان رداً على سؤال حول ما إذا كانت بلاده ستشتري المزيد من صواريخ S-400: “بالطبع، نعم، تركيا ستتخذ خياراتها الدفاعية الخاصة بها”. حيث جاءت تلك التصريحات قبل أيام من موعد قمة الرئيس أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، يوم 29 سبتمبر/أيلول 2021.
إذ أكد أردوغان، الجمعة 24 سبتمبر/أيلول، ضرورة الارتقاء بالعلاقات التركية الأمريكية لتحتل مكاناً غير ما هي عليه الآن، موضحاً أن بلاده تسعى إلى تعزيز علاقتها الثنائية مع روسيا والوصول إلى حجم تبادل تجاري قيمته 100 مليار دولار.
ملفات شائكة
وتشهد العلاقات التركية الأمريكية هدوءاً ملحوظاً، وخاصةً بعد اللقاء السريع الذي جمع بايدن بأردوغان في 14 يونيو/حزيران 2021، على هامش اجتماع قادة حلف “الناتو” في بروكسل.
حيث ما تزال العديد من الملفات الشائكة لا تزال مصدر توتر بين أردوغان وبايدن، كدعم واشنطن لـ “قوات سوريا الديمقراطية” التي تربطها تركيا بـ “حزب العمال الكردستاني” وتعتبرها “منظمة إرهابية” ورفضها تسليم زعيم تنظيم “غولن” فتح الله غولن، بالإضافة إلى ملفي العقوبات الأمريكية على أنقرة وبرنامج مقاتلات إف-35.
ويرى مراقبون بأن أردوغان يحاول الاستفادة من تحرك واشنطن لحشد تحالف قوي في مواجهة روسيا، للعودة إلى المشهد السياسي العالمي، والتخلص من العقوبات التي فرضتها واشنطن عليه قبل سنوات.