بدأ سكان مناطق سيطرة النظام السوري بالتوجه للمنتزهات الأرضي المحيطة ببلداتهم ومدنهم والبراري، منذ انحسار موجات الصقيع والبرد، وبدء فصل الربيع بشكل رسمي، وذلك بحثاً عن بعض النباتات التي تصلح للأكل والطبخ.
وقال “سميح” الذي يسكن بقرية “تل القطا” بريف مدينة حمص، لـ “الاتحاد ميديا”، أن “مع قدوم الربيع ونمو النبات البرية، بدأ بتكثيف زياراته للبرية مع عائلته، لقطف بعض النباتات الصالحة للأكل”.
وتابع “سميح”، “هناك الكثير من النباتات والحشائش التي تصلح للأكل كالخبيزة والدردار وبالغصون والسلبين، وهي من النباتات ذات الطعم اللذيذ، ونذهب للأراضي للحصول عليها وكأنها سوق مجاني”.
وأضاف “سميح” أن “أغلب هذه النباتات والحشائش تطهى مع القليل من الثوم والزيت، وهي ذات فوائد غذائية واسعة، وينتظر نموها عاماً بعد عام”.
أما “شاكر” فيقول لـ “الاتحاد ميديا” أنه “بدأ بجمع هذه النباتات من الأرض القريبة من منزله بناحية السعن بريف حماة، منذ بداية الأسبوع الماضي”.
وأشار “شاكر” إلى أن “أرضه كبيرة ولم يزرعها هذه السنة بأي محصول، ولكن هطول كميات كبيرة من المطر ساعدت على نمو نبات “الدردار” بكميات كبيرة، مكنته من تجميعه وبيعه لمحال الخضار”.
ووفقاً لـ “شاكر” وصل سعر كيلو الدردار في بداية الموسم الحالي إلى حوالي 7 آلاف ليرة سورية أي ما يعادل 2 دولار أميركي تقريباً، وهو رقم جيد بالنسبة لنبتة تنمو بلا زراعة أو أي اهتمام”.
ويستغل الأهالي في مناطق سيطرة النظام، هذه الأيام من السنة، لتوفير بعض المال، فهم ليسوا بحاجة للتدفئة أو الحطب والمازوت، كما يتمكنون من شراء بعض النباتات بأسعار “منخفضة” نسبياً مقارنةً مع أسعار اللحوم وباقي الخضار.
ووصل سعر كيلو “السلبين” في الأسواق إلى 10 آلاف ليرة سورية أي ما يقارب (3 دولار أميركي) بينما يمكن العثور عليه في الأراضي والحقول حيث ينمو بلا لحاجة لزراعته، وهو نبات شوكي يتم انتزاع أوراقه والحفاظ على الجذر فقط ويطهى بالزيت والثوم.
مخاطر ومخاوف
يتخوف الأهالي وسكان الريف تحديداً من البحث عن هذه النباتات بشكل أكبر، وخاصة في الأراضي الزراعية أو البعلية التي كانت على حدود التماس بين الفصائل العسكرية المتنازعة في سوريا.
إذ شهدت تلك المناطق توزعاً كثيفاً وانتشاراً كبيراً لزراعة الألغام الأرضية منعاً لعمليات التسلل والاقتحام التي كانت تجري حينها.
كما شهدت بعض المناطق وصول الألغام إلى المنازل والأراضي السكنية، حيث قامت السيول والأمطار الكثيفة بنقلها من أماكن زرعها إلى بين الأهالي.
وتسببت عمليات البحث هذه بسقوط أعداد كبيرة من الضحايا، أثناء بحثهم عنها أو عن “الكمأة”، ووقعت آخر حادثة مشابهة في 17 آذار/مارس، مدنيان اثنان من بينهم طفل، من مدينة سلمية، وجرح 3 آخرين بسبب انفجار لغم أرضي بهم من مخلفات الحرب، بريف مدينة سلمية أثناء بحثهم عن مادة الكمأة.