قال الفنان السوري فارس الحلو، أن “أفكار الثورة والتغيير والعصرنة لا توافق المزاج العام لممولي الأعمال الدرامية في كل الشرق الأوسط”.
وأكد “الحلو” في حديثه مع “الاتحاد ميديا” أن “لا وجود لشركات إنتاج مستقلة الرأي عن الأنظمة في العالم العربي”، موضحاً أن “جميعها مرتبطة بشكل او بآخر بتحكم الأجهزة الأمنية في كل بلد”.
وتابع الفنان السوري “وإذا حدث أي اختراق لهذه المنظومة وتم إنتاج عمل ذي رأي مستقل وحر فلن تجد من يعرضه في سوق تلفزيونات الشرق الأوسط”.
وأضاف “الحلو” أن “الحالة الوحيدة التي يمكن أن نجد فيها عمل سوري حقيقي ودراما واقعية عند وجود جهات إنتاج غير مرتبطة بأجندات سياسية، مثل بعض المنصات الأوروبية او الأميركية مثل ARTE أو NetFlix حيث لا تأثيرات سياسية دولية قوية عليها”.
ولا يجد الفنان “فارس الحلو” أن السوشال ميديا تصلح كبديل للفنانين المحترفين، بل هي صالحة للهواة والمبتدئين وبحاجة إلى تمويل محدود لكي تكون متميزة، أما بالنسبة للمحترفين فإن متطلبات أعمالهم أكثر صرامة ودقة وهي بحاجة الى اختصاصيين وبالتالي إلى تمويل أكبر”.
وعن سبب غياب الفنانين المعارضين عن الساحة الفنية وعدم وجود أعمال درامية تنتمي للفكر المعارض، قال “الحلو” أن “الغياب مرده الاهمال وعدم وجود اهتمام إعلامي بالفنانين الذين انتموا إلى ثورة شعبهم، من قبل الجهات التي من المفروض ان تقدر فائدتهم وتأثيرهم”.
ويعتقد الفنان السوري، سبب ذلك “أن تلك الجهات والأحزاب السياسية ووسائل الإعلام المعارضة يخشون الفنانين المعارضين لأنهم من الممكن أن يؤثروا أو يعطلوا العملية السياسية المبتذلة”.
وتشهد الدراما السورية حالة كبيرة من التراجع في المحتوى والمضمون والأفكار، في الوقت الذي يسعى فيه النظام السوري عن طريق بعض الفنانين الموالين له لتبييض صورته وتلميعها، وتقديم محتوى درامي يخدم أفكاره فقط.
وتمتنع وسائل الإعلام السورية التابعة للنظام أو القنوات الحليفة له من عرض أي مسلسل سوري قد يحتوي على أفكار معارضة ضد النظام السوري، كما يمتنع عن استقبال أي فنان أو شخصية عامة معارضة له.