يصادف اليوم الخميس الذكرى التاسعة والعشرون، لإحراق سجن الحسكة المركزي، شمال شرقي سوريا، والذي أدى لمصرع أكثر من 70 سجين وإصابة آخرين بإصابات مختلفة.
وعمد النظام السوري آنذاك بزج المعتقلين، من أبناء الجزيرة السورية، من معتقلين سياسيين ومرتكبي الجرائم، بأكثر من 100 شخص، لكل مهجع، في حين أن كل مهجع لم يكن يتسع لأكثر من 40 شخصا، وسط ظروف سيئة للغاية كان السجناء يعيشونها داخل المعتقل، بحسب شهود نجوا من الجريمة.
وروى أكثر من سجين ناجٍ وقتها “أن الحريق الذي نشب في حوالي الساعة “السادسة” مساءً في 24 آذار 1993 تسبب بحرق المهجع الثاني في سجن الحسكة المركزي، كان سببه تواطئ إدارة السجن مع مجرمي المخدرات في السجن بافتعال الحريق”.
وقال علي بكاري عضو اللجنة المركزية لحزب المساواة الكردي في سوريا “يعتبر حريق سجن الحسكة المركزي عام 1993 والذي راح ضحيته 61 شخصا من السجناء بينهم 25 من الكرد مجزرة بحق الكورد ومن أحد عمليات القتل الجماعية التي ارتكبها النظام البعثي الشمولي”.
وأضاف “وقد أكد أكثر من سجين من السجناء أن الحريق نشب في حوالي الساعة 6 مساء في ال 24 من آذار عام 1993 وتسبب في حرق المهجع الثاني في سجن الحسكة المركزي كان سببه تواطئ أدارة السجن مع مجرمي المخدرات في السجن بافتعال الحريق”.
وأكد عضو اللجنة المركزية لحزب المساواة إن “السجن كان مخصص لـ 200 سجين بينما السلطات زجت فيه أكثر من 700 شخص فيما لا تزال السلطات السورية تتستر على أسباب الحادث الحقيقية والفاعل الحقيقي مجهول”.
ولفت القيادي الكردي إلى أن النظام “قد اصدر حكم على خمس أشخاص من أفراد الشرطة بتجريدهم من الحقوق المدنية والاشغال المؤقتة مدة ثلاث سنوات لكن أوقف تنفيذ الحكم فيما بعد”.
ويضيف بكاري “إدارة السجن وزعت مادة الكاز على السجناء التي كانت مفقودة من قبل وأخبروا السجناء بأن الكاز سينقطع لذلك خزن السجناء كمية كبيرة من مادة الكاز التي تسببت في سرعة اشتعال المهجع وبعد قيام تلك المجموعة التي كانت على علاقة مع إدارة السجن بافتعال الحريق ونشب الحريق في المهجع”.
ورغم تعالي أصوات السجناء الإ إن إدارة السجن لم تفتح الأبواب وبدأت النيران تتوسع وتخرج عن السيطرة وخاصة مع تواجد كميات كبيرة من مادة الكاز داخل المهجع وفي هذه الأثناء قام أحد السجناء في المهجع الثالث بفتح باب المهجع بالمفتاح الذي أخذه من السجان بقوة.
ولكن نتيجة طول المهجع الذي يصل الى حوالي 30 متر واتساع رقعة النيران لم يحالف الحظ لخروج كل السجناء من المهجع وأدى الحريق إلى مصرع نحو 70 سجيناً بينهم، وإصابة الآخرين بجروح، كما أدت إلى حالات الاختناق نتيجة الدخان المتصاعد من الحريق، عن روايات شهود متطابقة.
وبحسب أقوال “شهود “إن جميع السجناء في المهجع فقدوا حياتهم اختناقاً بعد أن نالت منهم النيران وعلى إثر ذلك الحادث قامت السلطات السورية بتنفيذ حكم الإعدام بحق 5 أشخاص في ساحة مرشو وسط مدينة الحسكة، بتهمة تسببهم بافتعال الحريق والتخفي بهذه الطريقة ملابسات القضية ومدى تورطها ودورها فيها.
وربط النظام السوري، آنذاك، أسباب افتعال الحريق بمدمني المخدرات، حيث جاء في تقرير قائد شرطة الحسكة إلى وزارة الداخليّة تحت الرقم 1321|ص، أنّ مسبّبي الحريق هم مجموعة من مدمني المخدرات، وبتاريخ 24 أيار نفذت حكم الإعدام بحق 5 من المعتقلين.
ويعود تاريخ بناء سجن الحسكة إلى ستينات القرن الماضي، وبني السجن من طابقين وقبو، وكان الطابق الثاني الذي وقع فيه الحريق مبنياً على شكل راحة اليد، تتقابل خمسة مهاجع.